كتاب الإتقان في علوم القرآن (ط مجمع الملك فهد) (اسم الجزء: 5)
ونظير هذه القاعدة أن نفي المبالغة في الفعل لا يستلزم نفي أصل الفعل
وقد أشكل على هذا آيتان قوله تعالى { وما ربك بظلام للعبيد } وقوله { وما كان ربك نسيا }
4866 وأجيب عن الآية الأولى بأجوبة
أحدها أن ( ظلاما ) وإن كان للكثرة لكنه جيء به في مقابلة ( العبيد ) الذي هو جمع كثرة ويرشحه أنه تعالى قال { علام الغيوب } فقابل صيغة ( فعال ) بالجمع وقال في آية أخرى { عالم الغيب } فقابل صيغة ( فاعل ) الدالة على أصل الفعل بالواحد
الثاني أنه نفى الظلم الكثير لينتفي القليل ضرورة لأن الذي يظلم إنما يظلم لانتفاعه بالظلم فإذا ترك الكثير مع زيادة نفعه فلأن يترك القليل أولى
الثالث أنه على النسبة أي بذي ظلم حكاه ابن مالك عن المحققين
الرابع أنه أتى بمعنى ( فاعل ) لا كثرة فيه
الخامس أن أقل القليل لو ورد منه تعالى لكان كثيرا كما يقال زلة العالم كبيرة
السادس أنه أراد ليس بظالم ليس بظالم تأكيدا للنفي فعبر عن ذلك ب ( ليس بظلام )
السابع أنه ورد جوابا لمن قال ( ظلام ) والتكرار إذا ورد جوابا لكلام خاص لم يكن له مفهوم