كتاب الإتقان في علوم القرآن (ط مجمع الملك فهد) (اسم الجزء: 5)
قصد الإخبار عن نفسه في كلتا الجملتين وهنا ليس كذلك لجواز أن يريد بقوله ( ترجعون ) المخاطبين لا نفسه
وأجيب بأنه لو كان المراد ذلك لما صح الاستفهام الإنكاري لأن رجوع العبد إلى مولاه ليس بمستلزم أن يعيده غير ذلك الراجع فالمعنى كيف لا أعبد من إليه رجوعي وإنما عدل عن ( وإليه أرجع ) إلى ( وإليه ترجعون ) لأنه داخل فيهم ومع ذلك أفاد فائدة حسنة وهي تنبيههم على أنه مثلهم في وجوب عبادة من إليه الرجوع
4976 ومن أمثلته أيضا قوله تعالى { وأمرنا لنسلم لرب العالمين } { وأن أقيموا الصلاة }
4977 ومثاله من التكلم إلى الغيبة ووجهه أن يفهم السامع أن هذا نمط المتكلم وقصده من السامع حضر أو غاب وأنه ليس في كلامه ممن يتلون ويتوجه ويبدى في الغيبة خلاف ما يبديه في الحضور قوله تعالى { إنا فتحنا لك فتحا مبينا } ليغفر لك الله ) والأصل ( لنغفر لك )
{ إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك }
والأصل ( لنا )
{ أمرا من عندنا إنا كنا مرسلين رحمة من ربك } والأصل ( منا ) { إني رسول الله إليكم جميعا } إلى قوله { فآمنوا بالله ورسوله }
والأصل ( وبي ) وعدل عنه لنكتتين إحداهما دفع التهمة عن نفسه بالعصبية لها
والأخرى تنبيههم على استحقاقه الاتباع بما اتصف به من الصفات المذكورة والخصائص المتلوة