كتاب الإتقان في علوم القرآن (ط مجمع الملك فهد) (اسم الجزء: 5)

در السلف ما كان أوقفهم على المعاني اللطيفة التي يدأب المتأخرون فيها زمانا طويلا ويفنون فيها أعمارهم ثم غايتهم أن يحرموا حول الحمى ومما ذكر في توجيهه أيضا أنهم وقت الركوب حضروا لأنهم خافوا الهلاك وغلبة الرياح فخاطبهم خطاب الحاضرين ثم لما جرت الرياح بما تشتهى السفن وأمنوا الهلاك لم يبق حضورهم كما كان على عادة
الإنسان أنه إذا أمن غالب قلبه عن ربه فلما غابوا ذكرهم الله بصيغة الغيبة وهذه إشارة صوفية
4982 ومن أمثلته أيضا { وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون } { وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون } { ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون يطاف عليهم } والأصل ( عليكم ) ثم قال { وأنتم فيها خالدون } فكرر الالتفات
4983 ومثاله من الغيبة إلى التكلم { والله الذي أرسل الرياح فتثير سحابا فسقناه } { وأوحى في كل سماء أمرها وزينا

الصفحة 1734