كتاب الإتقان في علوم القرآن (ط مجمع الملك فهد) (اسم الجزء: 5)

} { سبحان الذي أسرى بعبده } إلى قوله { باركنا حوله لنريه من آياتنا } ثم التفت ثانيا إلى الغيبة فقال { إنه هو السميع البصير }
وعلى قراءة الحسن ( ليريه ) بالغيبة يكون التفاتا ثانيا من ( باركنا ) وفي ( آياتنا ) التفات ثالث وفي ( إنه ) التفات رابع قال الزمخشري وفائدته في هذه الآيات وأمثالها التنبيه على التخصيص بالقدرة وأنه لا يدخل تحت قدرة أحد
4984 ومثاله من الغيبة إلى الخطاب { وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا إدا }
{ ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن مكناهم في الأرض ما لم نمكن لكم } { وسقاهم ربهم شرابا طهورا إن هذا كان لكم جزاء } { إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك }
4985 ومن محاسنه ما وقع في سورة الفاتحة فإن العبد إذا ذكر الله تعالى وحده ثم ذكر صفاته التي كل صفة منها تبعث على شدة الإقبال وآخرها { مالك يوم الدين } المفيد أنه مالك الأمر كله في يوم الجزاء يجد من نفسه حاملا لا يقدر على دفعه على خطاب من هذه صفاته بتخصيصه بغاية الخضوع والاستعانة في المهمات
وقيل إنما اختير لفظ الغيبة للحمد وللعبادة الخطاب للإشارة إلى أن

الصفحة 1735