كتاب الإتقان في علوم القرآن (ط مجمع الملك فهد) (اسم الجزء: 5)

ومثل ذلك { واصطبر } فإنه أبلغ من ( اصبر ) و ( الرحمن ) فإنه أبلغ من ( الرحيم ) فإنه يشعر باللطف والرفق كما أن الرحمن مشعر بالفخامة والعظمة
ومنه الفرق بين سقى وأسقى فإن ( سقى ) لما لا كلفة معه في السقيا ولهذا أورده تعالى في شراب الجنة فقال { وسقاهم ربهم شرابا طهورا } و ( أسقى ) لما
فيه كلفة ولهذا أورده في شراب الدنيا فقال { وأسقيناكم ماء فراتا } { لأسقيناهم ماء غدقا } لأن السقيا في الدنيا لا تخلو من الكلفة أبدا 10 - الاستدراك والاستثناء
5031 شرط كونهما من البديع أن يتضمنا ضربا من المحاسن زائدا على ما يدل عليه المعنى اللغوي
مثال الاستدراك { قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا } فإنه لو اقتصر على قوله ( لم تؤمنوا ) لكان منفرا لهم لأنهم ظنوا الإقرار بالشهادتين من غير اعتقاد إيمانا فأوجبت البلاغة ذكر الاستدراك ليعلم أن الإيمان موافقة القلب اللسان وإن انفرد اللسان بذلك يسمى إسلاما ولا يسمى إيمانا
وزاد ذلك إيضاحا بقوله { ولما يدخل الإيمان في قلوبكم } فلما تضمن الاستدراك إيضاح ما عليه ظاهر الكلام من الإشكال عد من المحاسن

الصفحة 1746