كتاب الإتقان في علوم القرآن (ط مجمع الملك فهد) (اسم الجزء: 5)

5067 وقد زل بعض الأدباء فقال في قوله { أتدعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين } لو قال ( وتدعون ) لكان فيه مراعاة للتجنيس
وأجاب الإمام فخر الدين بأن فصاحة القرآن ليست لرعاية هذه التكليفات بل لأجل قوة المعاني وجزالة الألفاظ
وأجاب غيره بأن مراعاة المعاني أولى من مراعاة الألفاظ ولو قال ( أتدعون ) و ( تدعون ) لوقع الإلتباس على القارئ فيجعلها بمعنى واحد تصحيفا
وهذا الجواب غير ناضج
وأجاب ابن الزملكاني بأن التجنيس تحسين وإنما يستعمل في مقام الوعد والإحسان لا في مقام التهويل
وأجاب الخويي بأن ( تدع ) أخص من ( تذر ) لأنه بمعنى ترك الشيء مع إعتنائه بشهادة الإشتقاق نحو الإيداع فإنه عبارة عن ترك الوديعة مع الإعتناء بحالها
ولهذا يختار لها من هو مؤتمن عليها
5068 ومن ذلك الدعة بمعنى الراحة وأما ( تذر ) فمعناه الترك مطلقا أو الترك مع الإعراض والرفض الكلي

الصفحة 1760