كتاب الإتقان في علوم القرآن (ط مجمع الملك فهد) (اسم الجزء: 1)

إن في بعض كتب الله إن لله عبادا ألسنتهم أحلى من العسل وقلوبهم أمر من الصبر لبسوا لباس مسوك الضأن من اللين يجترون الدنيا بالدين فقال محمد بن كعب هذا في كتاب الله { ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا } الآية فقال سعيد قد عرفت فيمن أنزلت فقال محمد بن كعب إن الآية تنزل في الرجل ثم تكون عامة بعد
355 فإن قلت فهذا ابن عباس لم يعتبر عموم { لا تحسبن الذين يفرحون } الآية بل قصرها على ما أنزلت فيه من قصة أهل الكتاب
قلت أجيب عن ذلك بأنه لا يخفى عليه أن اللفظ أعم من السبب لكنه بين أن المراد باللفظ خاص ونظيره تفسير النبي صلى الله عليه وسلم الظلم في قوله تعالى { ولم يلبسوا إيمانهم بظلم } بالشرك من قوله { إن الشرك لظلم عظيم } مع فهم الصحابة العموم في كل ظلم

الصفحة 198