كتاب الإتقان في علوم القرآن (ط مجمع الملك فهد) (اسم الجزء: 6)
المراد بقوله
{ أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين }
5979 وقال الغزالي مقاصد القرآن سنة ثلاثة مهمة وثلاثة متمة الأولى تعريف المدعو إليه كما أشير إليه بصدرها وتعريف الصراط المستقيم وقد صرح به فيها وتعريف الحال عند الرجوع إليه تعالى وهو الآخرة كما أشير إليه { مالك يوم الدين }
والأخرى تعريف أحوال المطيعين كما أشير إليه بقوله { الذين أنعمت عليهم } وحكاية أقوال الجاحدين وقد أشير إليها ب { المغضوب عليهم ولا الضالين } وتعريف منازل الطريق كما أشير إليه بقوله { إياك نعبد وإياك نستعين } انتهى
ولا ينافي هذا وصفها في الحديث الآخر بكونها ( ثلثي القرآن ) لأن بعضهم وجهه بأن دلالات القرآن الكريم إما أن تكون بالمطابقة أو بالتضمن أو بالالتزام وهذه السورة تدل على جميع مقاصد القرآن بالتضمن والالتزام دون المطابقة والاثنان من الثلاثة ثلثان ذكره الزركشي في شرح التنبيه وناصر الدين