كتاب الإتقان في علوم القرآن (ط مجمع الملك فهد) (اسم الجزء: 6)

5983 وقال ابن المنير اشتملت آية الكرسي على ما لم تشمل عليه آية من أسماء الله تعالى وذلك أنها مشتملة على سبعة عشر موضعا فيها اسم الله تعالى ظاهرا في بعضها ومستكنا في بعض وهي الله هو الحي القيوم ضمير ( لا تأخذه ) و ( له ) وعنده ) و ( بإذنه ) و ( يعلم ) و ( علمه ) و ( شاء ) و ( كرسيه ) و ( يؤده ) ضمير ( حفظهما ) المستتر الذي هو فاعل المصدر وهو العلي العظيم
وإن عددت الضمائر المتحملة في الحي القيوم العلي العظيم والضمير المقدر قبل ( الحي ) على أحد الأعاريب صارت اثنين وعشرين
5984 وقال الغزالي إنما كانت آية الكرسي سيدة الآيات لأنها اشتملت على ذات الله وصفاته وأفعاله فقط ليس فيها غير ذلك ومعرفة ذلك هي المقصد الأقصى في العلوم وما عداه تابع له والسيد اسم للمتبوع المقدم فقوله ( الله ) إشارة إلى الذات ( لا إله إلا هو ) إشارة إلى توحيد الذات ( الحي القيوم ) إشارة إلى صفة الذات وجلاله فإن معنى ( القيوم ) الذي يقوم بنفسه ويقوم به غيره وذلك غاية الجلال والعظمة
( لا تأخذه سنة ولا نوم ) تنزيه وتقديس له عما يستحيل عليه من أوصاف الحوادث والتقديس عما

الصفحة 2150