كتاب الإتقان في علوم القرآن (ط مجمع الملك فهد) (اسم الجزء: 6)
يستحيل أحد أقسام المعرفة ( له ما في السموات وما في الأرض ) إشارة إلى الأفعال كلها وإن جميعها منه وإليه ( من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه ) إشارة إلى انفراده بالملك والحكم والأمر وأن من يملك الشفاعة إنما يملكها بتشريفه إياه والإذن فيها وهذا نفي الشركة عنه في الحكم والأمر ( يعلم ما بين أيديهم ) إلى قوله ( شاء ) إشارة إلى صفة العلم وتفضيل بعض المعلومات والانفراد بالعلم حتى لا علم لغيره إلا ما أعطاه ووهبه على قدر مشيئته وإرادته ( وسع كرسية السموات والأرض ) إشارة إلى عظمة ملكه وكمال قدرته ( ولا يؤده حفظهما ) إشارة إلى صفة القدرة وكمالها وتنزيهها عن الضعف والنقصان ( وهو العلي العظيم ) إشارة إلى أصلين عظيمين في الصفات
فإذا تأملت هذه المعاني ثم تلوت جميع آي القرآن لم تجد جملتها مجموعة
في آية واحدة فإن ( شهد الله ) فيها إلا التوحيد وسورة الإخلاص ليس فيها إلا التوحيد والتقديس و ( قل اللهم مالك الملك ) ليس فيها إلا الأفعال والفاتحة فيها الثلاثة لكن غير مشروحة بل مرموزة والثلاثة مجموعة مشروحة في آية الكرسي
والذي يقرب منها في جمعها آخر الحشر وأول الحديد ولكنها آيات لا آية واحدة فإذا قابلت آية الكرسي بأحد