كتاب ابن رجب الحنبلي وأثره في توضيح عقيدة السلف

من أجلها فقال عز وجل: {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (٢١)} (¬١).
وقال تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (١٣٣)} (¬٢).
وأما الأحاديث الدالة على نعيم الجنة وما فيها من الفضل العظيم فكثيرة جدًا منها:
حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يقول الله تعالى: (أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر) (¬٣) قال أبو هريرة: اقرءوا إن شئتم: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (١٧)} (¬٤).
ومنها حديث جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يأكل أهل الجنة فيها، ويشربون ولا يتغوطون، ولا يتمخطون، ولا يبولون، ولكن طعامهم ذاك جشاء كرشح المسك، يلهمون التسبيح والتكبير كما يلهمون النفس" (¬٥).
وقد أشار ابن رجب رحمه الله تعالى إلى الجنة وما أعد الله فيها
---------------
(¬١) سورة الحديد آية (٢١).
(¬٢) سورة آل عمران آية (١٣٣).
(¬٣) أخرجه البخاري: كتاب التفسير (٦/ ٢١) ومسلم: كتاب التفسير، باب في قوله تعالى: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} (٤/ ٢١٧٤).
(¬٤) سورة السجدة آية (١٧).
(¬٥) أخرجه مسلم: كتاب الجنة وصفة نعيمها، باب في صفات أهل الجنة (٤/ ٢١٨٠).

الصفحة 736