كتاب الإسلام والحكم

فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم} وانتقلت هذه اللذة بالعبادة والاهتمام بها إلى الصحابة رضى الله عنهم في أشد الأوقات شغلا وأقلقها خاطرا حتى كان أعداؤهم يعرفون ذلك عنهم وقد وصفهم رجل عن الروم بقوله هم «فرسان بالنهار رهبان بالليل» ويقول قائل لو حدثت جليسك حديثا ما فهمه عنك لما علا من أصواتهم بالقرآن والذكر.
6 - ومن مزايا الأنبياء عليهم السلام ومن كان على قدمهم أنهم يأخذون بالعزيمة في الدين ولا يأخذون بالرخصة - إلا بيانا للحكم الشرعي وشكرا لنعمة الله ورفعا للحرج عن الأمة ولا يعفون أنفسهم ولا يتساهلون في العبادات لأن إتباع الناس للدين وعملهم به بمقدار تصلب هؤلاء السادة في الدين وتمسكهم به فإذا اهتم هؤلاء بالنوافل اهتم الناس بالفرائض وإذا اكتفى القادة بالفرائض استرسل الناس إلى تركها والاستهانة بحقها لذلك كان الصحابة رضي الله عنهم وقادة هذه الأمة يشمرون عن ساق الجد في العبادات والمحافظة على الجماعات والعمل بالسنن الدقيقة والاهتمام

الصفحة 24