كتاب الإسلام والحكم

بالآداب ولا يكتفون بالأدنى ولا يقفون عند الفريضة وبذلك استطاعوا أن يورثوا الدين موفورا غير منقوص وهو أمانة عند هذا الجيل فلينظر كيف يورثه الأجيال الآتية.
7 - وما يمتاز به الأنبياء والمرسلون عن الحكماء والمؤلفين والعلماء المحققين أنهم يعنون بتربية النفوس والأشخاص الذين يضطلعون بأعباء الدعوة بعدهم وينفذون تعاليمهم ورسالاتهم علما وعملا ومعلوم أن دعوتهم العظمى لا تقوم إلا على أكتاف الأصحاء الأقوياء الحنفاء المخلصين في إيمانهم والمخلصين في تفكيرهم والمخلصين في نياتهم الذين قد تنقت رؤوسهم وصدورهم من ألواث الجاهلية والذين هضموا الإسلام هضما صحيحا وانقطعت كل صلة في حياتهم عن الجاهلية بأوسع معانيها وخلقوا في الإسلام خلقا جديدا.
ونرى ذلك واضحا في حياة سيدنا موسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام فلما كان بنو إسرائيل قد نشأوا في حياة العبودية والذل والاضطهاد والسخرة الظالمة وماتت رجولتهم وأباؤهم ووردوا على

الصفحة 25