كتاب إتحاف ذوي الألباب

وَالأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ» (¬1).
وَحَدِيثِ أَحْمَدَ وَمُسْلِمٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ: «كُلُّ شَيْءٍ بِقَدَرٍ؛ حَتَّى العَجْزُ (¬2) وَالكَيْسُ» (¬3).
وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: «لَوْ أَنَّ اللهَ عَذَّبَ أَهْلَ سَمَوَاتِهِ وَأَهْلَ أَرْضِهِ لَعَذَّبَهُمْ وَهُوَ غَيْرُ ظَالِمٍ لَهُمْ، وَلَوْ رَحِمَهُمْ لَكَانَتْ رَحْمَتُهُ خَيْرًا لَهُمْ مِنْ أَعْمَالِهِمْ، وَلَوْ أَنْفَقْتَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا فِي سَبِيلِ اللهِ مَا قَبِلَهُ اللهُ مِنْكَ حَتَّى تُؤْمِنَ بِالقَدَرِ، فَتَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ وَمَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ، وَلَوْ مُتَّ (¬4) عَلَى غَيْرِ هَذِهِ لَدَخَلْتَ النَّارَ» (¬5)، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، وَرَوَاهُ أَحْمَدُ - أَيْضًا - وَأَبُو دَاوُدَ وَابْنُ مَاجَهْ وَابْنُ حِبَّانَ وَالطَّبَرَانِيُّ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ
¬__________
(¬1) عِنْدَ التِّرْمِذِيِّ (2156)، وَأَحْمَدَ (11/ 144)، وَالحَدِيثُ فِي «مُسْلِمٍ» (2653) - كَمَا تَقَدَّمَ -.
(¬2) ذَكَرَ النَّوَوِيُّ فِي «شَرْحِ صَحِيحِ مُسْلِمٍ» (16/ 205) نَقْلًا عَنِ القَاضِي عِيَاضٍ أَنَّهُ قَالَ: «رُوِّينَاهُ بِرَفْعِ (العَجْزِ) وَ (الكَيْسِ) عَطْفًا عَلَى (كُلُّ)، وَبِجَرِّهِمَا عَطْفًا عَلَى (شَيْءٍ)».
قَالَ المُنَاوِيُّ فِي «فَيْضِ القَدِيرِ» (5/ 22): «وَ (الكَيْسُ) - بِفَتْحِ الكَافِ -؛ أَيِ: النَّشَاطُ وَالحِذْقُ وَالظَّرَافَةُ، أَوْ كَمَالُ العَقْلِ، أَوْ شِدَّةُ مَعْرِفَةِ الأُمُورِ، أَوْ تَمْيِيزُ مَا فِيهِ الضَّرُّ مِنَ النَّفْعِ».
(¬3) رَوَاهُ مُسْلِمٌ (2655) وَأَحْمَدُ (10/ 133 - 134).
(¬4) بِضَمِّ المِيمِ وَكَسْرِهَا، مِنْ (مَاتَ يَمُوتُ)، وَ (مَاتَ يَمَاتُ)، (وَمَاتَ يَمِيتُ).
وَالأَخِيرَةُ عَلَّقَ عَلَيْهَا الزَّبِيدِيُّ فِي «تَاجِهِ» - نَقْلًا عَنْ شَيْخِهِ - بِقَوْلِهِ: «وَهِيَ لُغَةٌ مَرْجُوحَةٌ أَنْكَرَهَا جَمَاعَةٌ».
(¬5) رَوَاهُ أَحْمَدُ (35/ 465)، وَأَبُو دَاوُدَ (4699)، وَابْنُ مَاجَهْ (77).
قَالَ الذَّهَبِيُّ فِي «المُهَذَّبِ» (8/ 4212): «إِسْنَادُهُ صَالِحٌ».
وَقَالَ الأَلْبَانِيُّ فِي «ظِلَالِ الجَنَّةِ» (1/ 109): «إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ».

الصفحة 23