كتاب جمهرة نسب قريش وأخبارها

فقال لهُ: اُلْكزْ في قَفاهُ، فما انتَهَى ... من الَّلكُزِ حتى قلت: هل أنت رافعُ
فلو كانَ من آل الزُّبير أثابني ... ولكن أعلى سَمْكِهِ مُتَوَاضِعُ
ولو بأبي بكرِ بن حمزةَ ناقتي ... أناخَتْ، لجادَتْها النِّجَاء الروائعُ
أولئك قومٌ يَثْمُنُ المدحُ عندهُمْ ... إذا كسَدَتْ سُوقُ المديحِ الشرائِع
حدثنا الزبير قال، وحدثني أبو غزية محمد بن موسى الأنصاري قال: خطب أبو بكر بن حمزة بن عبد الله امرأة من قريش، فأرسلت إليه: إني لا أريد التزوج، ولو أردته ما عدوتك، ولكنت لذلك أهلاً. فبلغت القصة داود بن سلم فقال:
اللهُ يعلَمُ ما صَاحَبْتُ من أحَدٍ ... خيراً وأكْرَمَ منهُ حين يُحْتصَلُ
إما لِحمْزةَ أو عبَّادِ والدِهِ ... أو ثابتٍ، منْهُ جَزْلُ الرأيِ والجَدَلُ
قومٌ يَقُونَ بأمْوَال وإن عَظُمَتْ ... أعْراضَهم، ويرَوْنَ الغُنْمَ ما فَعَلُوا
إنّ الزُّبَيْرَ وأيَّاماً خَلَوْن لَهُ ... مَعَ النَّبيِّ، بها قدْ يُضْرَب المثَلُ

الصفحة 63