كتاب كشف ما ألقاه إبليس من البهرج والتلبيس على قلب داود بن جرجيس

{وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ} (1) ، فجعل الإيتاء لله وللرسول، وأما التوكل والرغبة فله (2) وحده، كما في قوله تعالى (3) : {وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ} ولم يقل: ورسوله وقال: {ِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ} ولم يقل: وإلى رسوله، وذلك موافق لقوله تعالى: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ. وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَب} (4) فالعبادة والخشية والتوكل والدعاء والرجاء/ والخوف لله وحده لا يشركه فيه أحد، وأما الطاعة والمحبة والإضاء فعلينا أن نطيع الله ورسوله، ونحب الله ورسوله، ونرضى الله ورسوله؛ لأن طاعته طاعة لله (5) ؛ ورضاه إرضاء لله (6) ، وحبه من حب الله.
والله سبحانه لم يجعل أحداً من الأنبياء والمؤمنين واسطة في شيء من الربوبية والإلهية. قال تعالى (7) : {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِه} (8) ، وقال تعالى (9) : {وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى} (10) ، وقال تعالى (11) : {وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ
__________
(1) سورة التوبة، الآية: 59، وفي "ش": "..سؤيتنا الله ورسوله" وهو خطأ.
(2) في "م" و"ش": "فلله".
(3) سقطت "كما في قوله تعالى"من "ش"، وليست "تعالى"في "م".
(4) سورة الانشراح، الآيتان: 7و 8.
(5) في "ش": "لأن طاعة الله".
(6) في "م" و"ش": "ورضاءه رضاء الله".
(7) في "م" و"ش": "الله تعالى".
(8) سورة البقرة، الآية: 255.
(9) سقطت "تعالى"في: "م" و"ش".
(10) سورة الأنبياء، الآية: 28.
(11) سقطت "تعالى" في: "م" و"ش".

الصفحة 202