كتاب كشف ما ألقاه إبليس من البهرج والتلبيس على قلب داود بن جرجيس

وأنت ترى ما وقع اليوم وقبله من كثير الجهال، من الإفراط والتفريط، فقال (1) صلى الله عليه وسلم: "إياكم والغلو فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو" (2) ، وهذا الحديث قد رواه الإمام أحمد، والترمذي (3) ، وابن ماجه بالأسانيد المتصلة عن ابن عباس.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية (4) : (وهذا عام في جميع أنواع الغلو بالاعتقادات والأعمال، ثم إنه علله بما يقتضي مجانبة هدى من كان قبلنا، إبعاداً عن الوقوع فيما هلكوا به، وأن (5) المشارك لهم في بعض هديهم يخاف عليه من الهلاك) انتهى.
__________
(1) في "م" و"ش": "فقال النبي صلى الله عليه وسلم".
(2) أخرجه الإمام أحمد: (1/215، 347) ، والنسائي: "المجتبى" في مناسك الحج، باب التقاط الحصى: (5/268، وابن ماجه في المناسك، باب قدر حصى الرمي: (ح/3029) ، وابن الجارود في "المنتقى": (ح/473) ، وابن
خزيمة في "صحيحه": (4/274) ، وابن حبان كما في "الإحسان": (ح/3860) والطبراني في "الكبير": (ح/12747) ، والحاكم: (1/466) ، والبيهقي قي "الكبرى"، كتاب الحج، باب أخذ الحصى لرمي جمرة العقبة: (5/127) . جميعهم من طريق عوف بن أبي جميلة، عن زياد بن الحصين، عن أبي العالية عن ابن عباس. قال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين"، ووافقه الذهبي.
قلت: وزياد بن الحصين إنما أخرج له مسلم فقط، فكيف يكون على شرطهما؟ قال شيخ الإسلام في "الاقتضاء": (1/288) : "إسناده صحيح على شرط مسلم". وكذا قال النووي أيضاً في"المجموع": (8/137) .
تنبيه: وقع في مطبوعة مسند الإمام أحمد: "عون ... "وهو خطأ، والصواب: "عوف بن أبي جميلة".
(3) هكذا في جميع النسخ الخطية، ولعل الصواب: "النسائي" كما في "الاقتضاء".
(4) انظر "الاقتضاء": (ص 289و 290) .
(5) في (الأصل) : "وأنما"، والمثبت من "الاقتضاء".

الصفحة 222