كتاب كشف ما ألقاه إبليس من البهرج والتلبيس على قلب داود بن جرجيس

كلها، وقد قال أمام الحنفاء (1 في قوله1) (1) : {إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ. إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (2) .
فتبين بهذه الآية أن توجيه الوجه (3) والقلب [إلى] (4) الله دون من سواه (5) .
قال في "الشرح الكبير"لعبد الرحمن بن أبي عمر رحمه (6) الله تعالى: (الإخلاص عمل القلب وهو أن يقصد بعمله الله (7) دون غيره) انتهى (8) .
وقال شيخ الإسلام: (الإخلاص/ محبة الله، وإرادة وجهه، وقد تقرر في الجواب أن الشفاعة التي أثبتها الله في كتابه بإذنه ورضاه إنما تقع لأهل الإخلاص خاصة، فمن طلبها من ميت أو غائب فقد وقع في الشرك الذي لا
لا يغفره الله، وحرم نفسه الشفاعة بطلبها ممن لا يملكها، وإعراضه عن طلبها ممن يملكها (9) سبحانه وتعالى عما يشركون) .
وهذا العراقي من جهله وضلاله يدعي أن هذا الشرك (*مجمع على جوازه.
قلت: بل الإجماع منعقد على أنه الشرك الذي لا يغفره الله إلا بالتوبة منه (10) ، ومستند هذا الإجماع الآيات المحكمات، وما فيها من التصريح
__________
(1) ما بين القوسين سقط من: "م" و"ش".
(2) سورة الأنعام، الآيتان: 78و79.
(3) في "م" و"ش" زيادة: "لغير الله شرك وأن الإخلاص هو..".
(4) ما بين المعقوفتين إضافة من: "م" و"ش".
(5) في "م" و"ش": "ما سواه".
(6) في "م" و"ش": "رحمهما"، وهو في (1/521) .
(7) في "م" و"ش"زيادة: "وحده".
(8) في هامش (الأصل) : "هو الإخلاص المنافي للشرك".
(9) في "ش": "لا يملكها". وهو تحريف.
(10) في "م" و"ش" زيادة: "كما حكاه شيخ الإسلام ابن تيمية".

الصفحة 266