كتاب كشف ما ألقاه إبليس من البهرج والتلبيس على قلب داود بن جرجيس
صلى الله عليه وسلم: "لا تتخذوا قبري عيداً" (1) ، وقال: "اللهم لا تجعل قبري وثناً يعبد، اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" (2) الحديث. قال غير واحد من السلف في قول الله (3) : {وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدّاً وَلا سُوَاعا} (4) الآية "هؤلاء كانوا قوماً صالحين في قوم نوح، فلما ماتوا عكفوا على قبورهم ثم صوروا تماثيلهم، ثم طال عليهم الأمد فعبدوهم" (5) ؛ ولهذا لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين يتخذون قبور الأنبياء [والصالحين] (6) مساجد.
وهذا مما تقدم في أول الجواب، والمكرر أحلى.
إلى أن قال رحمه الله تعالى (7) :
الوجه الثاني: أن يقال: التحقيق في هذا الباب إن (8) كان المنفى لا يصلح، لمخلوق فذكره الأنبياء والملائكة على سبيل تحقيق النفي العام، فهذا من أحسن الكلام، كما يقال: لا يجوز العبادة إلا لله تعالى، لا لملك مقرب، ولا لنبي مرسل، فينبه (9) بنفيها عن الأعلى عن انتفائها عمن هو (10) دونهم بطريق الأولى
__________
(1) سبق تخريجه.
(2) سبق تخريجه.
(3) في "م" و"ش"زيادة: "تعالى".
(4) سورة نوح، الآية: 23.
(5) سبق تخريجه.
(6) ما بين المعقوفتين إضافة من: "م" و"ش".
(7) سقطت من (المطبوعة) : "تعالى"، انظر المصدر السابق (ص 237) .
(8) في "م" و"ش": "إذا".
(9) في جميع النسخ: "تنبيه..على انتفائها"، والمثبت من "الرد على البكري".
(10) سقطت من (المطبوعة) : "هو".