كتاب كشف ما ألقاه إبليس من البهرج والتلبيس على قلب داود بن جرجيس
تحية المسجد الحرام (1) ، وأما منى فعبادتها رمي الجمار، ولهذا يرجمونها يوم النحر ثم ينحرون، فليس بمنى (2) صلاة عيد، بل رمي جمرة العقبة لهم كصلاة العيد لغيرهم، وسائر الجمرات ترمى بعد الزوال، قبل صلاة الظهر، وفي السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إنما جعل السعي بين الصفا والمروة ورمي الجمار لإقامة ذكر الله" (3) فلما كان هذا (4) من شعائر الصلاة والطواف كان كالدعاء عندها مشروعاً؛ كما ثبت في الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم: "كان يدعو بين الجمرتين بقدر (5) سورة البقرة" (6) .
__________
(1) في جميع النسخ زيادة: "ثم ينحرفون كما يصلون" والمثبت من "الرد على البكري".
(2) في "م": "بمعنى".
(3) أخرجه أبو داود في "المناسك" باب الرمل (ح/1888) ، والترمذي في "الحج" باب ما جاء كيف ترمي الجمار (ح/902) ، والإمام أحمد في "مسنده": (6/64و 75و 139) ، وابن خزيمة (4/279و 317) ، والحاكم (1/459) ، والبيهقي (5/145) كلهم من طريق عبيد الله بن زياد عن القاسم عن عائشة مرفوعاً.
قال الترمذي: "حديث حسن صحيح".
وقال الحاكم: "صحيح الإسناد ولم يخرجاه"ووافقه الذهبي.
(4) سقطت من (المطبوعة) : "هذا".
(5) في "م": بعد، و"ش": بياض بمقدار كلمة (في المصورة التي لدي) .
(6) لم أقف على هذا الحديث في الصحيحين أو أحدهما، أو المصادر الحديثية الأصلية، والذي عند البخاري في الحج باب الدعاء عند الجمرتين (ح/1753) "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ... يكبر كلما رمى بحصاة ثم تقدم أماها فوقف مستقبل القبلة، رافعاً يديه يدعو، وكان يطيل الوقوف ... "، لكن هناك أثر عن ابن عمر أخرجه ابن أبي شيبة، ولفظه: "كان ابن عمر يقوم عند الجمرتين مقدار ما يقرأ سورة البقرة"، وقد ذكر ابن حجر في "الفتح": (3/683) أن أثر ابن عمر هذا مفسر لفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث قال: " ... وعلى استقبال القبلة بعد الرمي والقيام طويلاً، وقد وقع تفسيره فيما رواه ابن أبي شيبة بسند صحيح.."وذكره. والله أعلم.