كتاب كشف ما ألقاه إبليس من البهرج والتلبيس على قلب داود بن جرجيس

ومن صدَّق الرسول فيما (1) قاله فهو مؤمن ليس بكافر.
فإذا قال قائل: الرسول (3 لا يغني عن بنته (2) 3) (3) ، ولا عمه، ولا عمته من الله /شيئاً، فكيف بمن دونهم؟، فهذا من أحسن الكلام وأصدقه.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم في دبر كل صلاة يقول (4) : "اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد" (5) وكان يقول في رقيته: "أذهب البأس رب الناس، واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك" (6) .
وما يظنه المشركون (7) ، والغلاة من النصارى، وأشباههم أن الأنبياء والصالحين بعد موتهم، أو في حياتهم ينزلون المطر، ويدفعون العدو، ويشفون المرضى، ونحو ذلك من الحوادث، فهذا (8) معلوم البطلان، وهو
شرك عظيم، كما تقدم بيانه بالأدلة والبراهين، وقد قال تعالى: {وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ
__________
(1) في "م" و"ش": "بما".
(2) في "ش": "نفسه".
(3) ما بين القوسين سقط من: "م".
(4) وقعت كلمة "يقول" في: "م" و"ش" بعد قوله: "صلى الله عليه وسلم".
(5) أخرجه البخاري في "الأذان" باب الذكر بعد الصلاة: (ح/844) ، ومسلم في "المساجد"باب استحباب الذكر بعد الصلاة (ح/593) ، من حديث المغيرة بن شعبة مرفوعاً.
(6) أخرجه البخاري في "المرضى"باب دعاء العائد للمريض: (ح/5675) ، ومسلم في "السلام"باب استحباب رقية المريض: (ح/2191) من حديث عائشة مرفوعاً.
(7) في "م"و "ش": "المشركين".
(8) في "ش" زيادة: "أمر".

الصفحة 325