كتاب كشف ما ألقاه إبليس من البهرج والتلبيس على قلب داود بن جرجيس

يقل أحد هذا سوء أدب عليه وسوء الأدب عليه كفر.
قال البيهقي: حدثنا أبو عبد الله (1) الحافظ- وساق السند إلى حبان (2) صاحب ابن المبارك-قلت لعبد الله بن المبارك: قول عائشة: "بحمد الله لا بحمدك، إني لأستعظم هذا القول، فقال عبد الله: ولت الحمد (3) أهله"، وكذلك الحديث الذي رواه الإمام أحمد عن الأسود بن سريع أن النبي صلى الله عليه وسلم أُتي بأسير فقال: "اللهم إني أتوب إليك، ولا أتوب إلى محمد"، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "عرف الحق لأهله" (4) .
وأيما أبلغ؟ قول عائشة: "لا أحمد الرسول ولا أحمد إلا الله"، وقول (5) الأسير: "أتوب إلى الله لا إلى محمد"، وقول القائل: لا يستغاث بالرسول بل
__________
(1) هو الإمام أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري صاحب "المستدرك".
(2) في (الأصل) : "ابن حبان"وهو خطأ، وفي "م" و"ش": "ابن حيان" وهو خطأ أيضاً وإنما هو حبان بن موسى السلمي المروزي أبو محمد، انظر "تهذيب التهذيب".
(3) في "م" و"ش": "التحميد".
(4) أخرجه الإمام أحمد (3/435) ، والطبراني في "الكبير": (1/263) ، والحاكم في "المستدرك": (4/255) ، والبيهقي في "الشعب": (4/103) كلهم من طريق محمد بن مصعب القرقساني عن سلام بن مسكين والمبارك بن فضالة عن الحسن عن الأسود بن سريع مرفوعاً.
قال الحاكم: "صحيح"، وتعقبه الذهبي بقوله: قلت: فيه محمد بن مصعب ضعيف.
قلت: وفي سنده أيضاً انقطاع فإن الحسن لم يسمع من الأسود بن سريع كما ذكره ابن منده، وعلي بن المدني كما نقله عنه ابن حبان في "ثقاته".
انظر "تهذيب التهذيب": (1/338) ، و "الثقات"لابن حبان (3/8) .
(5) في "م" و"ش": "قول".

الصفحة 329