كتاب كشف ما ألقاه إبليس من البهرج والتلبيس على قلب داود بن جرجيس
خاتمة
تقدم في كلام شيخ الإسلام رحمه الله تعالى ما يكفي ويشفي في الرد على من غلا في الدين، وأشرك مع الله في ربوبيته وإلهيته، ونزَّل (1) المخلوق منزلة الخالق، والعبد منزلة المعبود، والمربوب منزلة الرب العظيم، الذي له الأمر كله، وله الحمد كله، وله الملك كله، وبيده الخير كله، وإليه يرجع الأمر كله، فعظم هؤلاء المشركون (2) المخلوق بما نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعظم به أحد غير الله، وسد الذرائع الموصلة إلى هذا الشرك بقوله صلى الله عليه وسلم لمن/ قال له:
"أنت سيدنا، وابن سيدنا، وخيرنا، وابن خيرنا" قال: "قولوا بقولكم، أو بعض قولكم، ولا يستجرينكم الشيطان، أنا محمد عبد الله ورسوله، ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي (3) أنزلني الله" (4) ، وقال: "لا تطروني كما أطرت
__________
(1) في جميع النسخ: "ونزلوا"، ولعل ما أثبته أولى، ليناسب مقتضى السياق.
(2) في "م" و"ش": "المشركين".
(3) في "م" و"ش": "التي".
(4) أخرجه النسائي في: "اليوم والليلة": (ح/250) ، وابن حبان كما في "الإحسان": (ح/6207) ، وأبو نعيم في "الحلية": (6/252) ، كلهم من طريق حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس مرفوعاً.
وأخرجه الإمام أحمد (3/241) ، والبيهقي في "الشعب": (4/226) عن مؤمل بن إسماعيل عن حماد بن سلمة عن حميد عن أنس مرفوعاً.
وأخرجه النسائي في "اليوم والليلة": (ح/249) ، من طريق حماد بن سلمة عن ثابت وحميد عن أنس مرفوعاً.
قال ابن عبد الهادي في "الصارم المنكي": ص 385، ط/الإفتاء. "وفي المسند بإسناد صحيح على شرط مسلم عن أنس" فذكره.
وبنحوه من حديث عبد الله الشخير.
أخرجه الإمام أحمد (4/25) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة": (ح/247) ، وابن أبي الدنيا في "الصمت": (ح/73) ، كلهم من طريق مهدي بن ميمون عن غيلان بن جرير عن مطرف بن عبد الله الشخير عن أبيه مرفوعاً وفيه قصة.
وأخرجه أبو داود في "الأدب"باب في كراهية التمادح (5/154و 155) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة": (ح/248) ، والبخاري في "الأدب المفرد": (ح/211) من طريق سعيد بن يزيد عن أبي نظرة عن مطرف عن أبيه مرفوعاً، وأخرجه الإمام أحمد (4/24و 25) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة": (ح/246) من طريق شعبة عن قتادة عن مطرف عن أبيه مرفوعاً.
قال العراقي كما في "تخريج أحاديث إحياء علوم الدين": (4/1641) : "إسناده صحيح".
وقال الحافظ في"الفتح": (5/179) : "رجاله ثقات وقد صححه غير واحد".
وعزاه الزبيدي كما في "تخريج أحاديث إحياء علوم الدين": (4/1641) إلى الطبراني في "الكبير" والضياء في "المختارة".