كتاب كشف ما ألقاه إبليس من البهرج والتلبيس على قلب داود بن جرجيس

{عَنْ سَبِيلِه} يعني: طريقه، ودينه الذي شرعه لكم، وارتضاه (1) ، وهو الإسلام الذي وصى به الأنبياء، وأمر به (2) الأمم قبلكم {ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِه} يقول تعالى ذكره: هذا الذي وصاكم به ربكم [من قوله: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً] فَاتَّبِعُوهُ (3) وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُل} [وصاكم به] (4) {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} يقول: لتتقوا الله في أنفسكم فلا تهلكوها، وتحذروا (5) ربكم فيها. فلا تسخطوه [عليها] (6) ، فتحل بكم نقمته وعذابه.
وذكر عن مجاهد: أن السبل هي البدع والشهوات، وذكره (7) عن ابن أبي نجيح، وعن ابن عباس: "ولا تتبعوا (8) الضلالات".
ثم قال: حدثنا المثنى (9) حدثنا (10) الحماني (11) قال: حدثنا حماد عن عاصم عن أبي وائل عن عبد الله، يعني ابن مسعود قال: "خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا، فقال: "هذا سبيل الله"؛ ثم خط عن يمين ذلك الخط وعن شماله خطوطاً فقال: "هذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليها"، ثم قرأ هذه
__________
(1) في جميع النسخ بزيادة: "لكم"، والمثبت من "تفسير ابن جرير".
(2) سقطت "به" من: "م" و"ش".
(3) ما بينهما إضافة من: "تفسير ابن جرير".
(4) ما بينهما إضافة من: "تفسير ابن جرير".
(5) في جميع النسخ: "واحذروا"، والمثبت من" "تفسير ابن جرير".
(6) ما بين المعقوفتين إضافة من: "تفسير ابن جرير".
(7) في "ش": "وذكر".
(8) في "م" و"ش": "ولا تتبعوا ... ".
(9) في "م" و"ش": "قال".
(10) في "ش": "حدثنا".
(11) في (الأصل) : "الماني"، وكتب في الهامش: "الحمَّاني".

الصفحة 352