كتاب القواعد والأصول وتطبيقات التدبر

10 - التقدير والحذف والزيادة، والتكرار، والتقديم والتأخير، والترتيب بين الأمور المذكورة في الآية:
(التقدير والحذف والزيادة) (¬1):

التطبيق:
1 - قال تعالى: {وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (51)} (البقرة).
قال الشنقيطي - رحمه الله -: «الآية ونحوها من جميع آيات اتخاذهم العِجْل إلهًا فإن المفعول الثاني محذوف في جميعها، وتقديره: اتخذتم العِجْل إلهًا، ونكتة حذفه دائمًا: التنبيه على أنه لاينبغي أن يُتلفظ بأن عِجْلًا مُصْطَنعًا إله، وقد أشار إلى هذا المفعول في طه بقوله: {فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ (87) فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ (88)} (طه)» (¬2).
¬_________
(¬1) التقدير: المُشار إليه في هذا المبحث: هو ما ينويه المتكلم من الألفاظ في كلامه مما لم يُصَرِّح به.

والحذف: يطلق في اصطلاح العلوم العربية على إسقاط خاص ... والأنسب باصطلاح النحاة وأهل المعاني والبيان: أنه إسقاط حركة، أو كلمة، أو أكثر، أو أقل، وقد يَصير به الكلام المساوي مُوجَزًا. كشاف اصطلاحات الفنون (1/ 631 - 632).
وقد عَرَّفه بعضهم بقوله: «هو إسقاط جُزْء الكلام، أو كله لدليل». البرهان للزركشي (3/ 102).
والزيادة: تطلق على الكلمة التي وجودها وعدمها لا يخل بالمعنى الأصلي، وإن كان لها فائدة أخرى؛ ومنه ما يسمى بـ (حروف الزيادة). انظر: كشاف اصطلاحات الفنون (1/ 902).
(¬2) انظر: العذب النمير (1/ 91 - 92)، وانظر أيضًا: (4/ 166 - 167).

الصفحة 170