كتاب القواعد والأصول وتطبيقات التدبر

7 - قوله تعالى: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (112)} (النحل).
قال ابن عاشور - رحمه الله -: «وقَدَّم الأَمنَ على الطمأْنينة؛ إذ لا تَحصل الطمأْنينة بدونه، كما أن الخوف يُسبّب الانزِعاج والقلق» (¬1).
8 - قال تعالى: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا (46)} (الكهف).
قال ابن عاشور - رحمه الله -: «تقديم المال على البنين في الذِّكْر؛ لأنه أسبق خُطُورًا لأذهان الناس؛ لأنه يرغَب فيه الصغير والكبير، والشاب والشيخ، ومن له من الأولاد ما قد كفاه» (¬2).
9 - قال تعالى: {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَاوَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا (49)} (الكهف).
قال عون بن عبد الله - رحمه الله - (¬3): ضج -والله- القوم من الصغار قبل الكبار (¬4).
¬_________
(¬1) التحرير والتنوير (14/ 305).
(¬2) السابق (15/ 333).
(¬3) هو: عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي، خطيب، راوية، ناسب، شاعر، كان من آدب أهل المدينة، وسكن الكوفة فاشتهر فيها بالعبادة والقراءة، . وكان يقول بالإرجاء، ثم رجع، وخرج مع ابن الأشعث ثم هرب، وصحب عمر بن عبد العزيز في خلافته، توفي سنة: 115 هـ. انظر: سير أعلام النبلاء (5/ 103 - 105)، الأعلام للزركلي (5/ 98)
(¬4) التمهيد (2/ 84).

الصفحة 180