6 - قال يونس المكي - رحمه الله -: «زرع رجل من أهل الطائف زرعًا، فلما بلغ أَصَابَتْه آفة فاحترق، فدخلنا عليه نُواسيه عنه فبكى، وقال: والله ما عليه أبكي، ولكني سمعت الله تبارك وتعالى يقول: {كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ} (آل عمران: 117)، فأخاف أن أكون من أهل هذه الصفة، فذلك الذي أبكاني» (¬1).
7 - كان أويس إذا نظرَ إلى الرؤوسِ المشويةِ يذكرُ هذه الآية: {تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ (104)}، فيقعُ مغشيًّا عليه؛ حتى يظنَّ الناظرون إليه أنه مجنونٌ (¬2). 8 - وكانَ لطاوس طريقانِ إذا رجعَ من المسجدِ أحدُهُما فيها روَّاس، وكان يرجعُ إذا صلَّى المغربَ، فإذا أخذَ الطريقَ الذي فيه الروَّاس لم يستطعْ أن يتعشى، فقيلَ لهُ: فقالَ: إذا رأيتُ الرؤوسَ كالحةً، لم أستطعْ آكلُ (¬3).
9 - وقال الأصمعيُّ: حدثنا الصقرُ بنُ حبيب (¬4)
قالَ: مرَّ ابنُ سيرين بروَّاسٍ قد أخرجَ رأسًا، فغشي عليه (¬5).
¬_________
(¬1) الرضا عن الله بقضائه لابن أبي الدنيا (ص 50).
(¬2) تاريخ دمشق لابن عساكر (34/ 25)، التخويف من النار لابن رجب (ص 172).
(¬3) التخويف من النار لابن رجب (ص 171 - 172).
(¬4) الصقر -وقيل الصَّعق- بن حبيب، السلولي البصري، شيخ من أهل البصرة. انظر: المجروحين لابن حبان (1/ 375).
(¬5) التخويف من النار لابن رجب (ص 172).