كتاب البدء والتاريخ (اسم الجزء: 1)

يصير كاسف البال رث الهيئة يأتي لأبواب فلا يتصدّق عليه ومن كان كثير الخير يصير ملكاً عظيماً عزيزاً فمن أطعم الطعام أصاب القوة لأن البدن تقوى بالطعام ومن كسا الثياب أصاب الجمال ومن أوقد في الظلم أصاب حسن العيش لأن الصباح يطرد الظلمات،
ذكر اختلاف المسلمين في الجنة والنار
اعلم أنهم فيها على ثلث فرق فزعمت المعتزلة إلا أبا الهذيل وبشر بن المعتمر أنهما لم يخلقا بعد وأنهما يخلقان يوم القيامة وأجاز النجار أن يكونا خلقتا وأن لم يخلقا بعد وأنهما يخلقان يوم القيامة وقال سائر المسلمين أنهما مخلوقتان مفروغ منهما واحتجوا بأي من القرآن وأحاديث من السنة فمنها قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قال يا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ 36: 26 وقوله تعالى وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا في سَبِيلِ الله أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ 3: 169 وقوله تعالى وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ 3: 133 فهل يجوز أن يعد غير مخلوق وجاء في الحديث أن الله خلق الجنة كذا وكذا بصفات مضبوطة في الكتب وقال وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ 3: 131 وقال النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وَعَشِيًّا 40: 46 وقال وَيا آدَمُ اسْكُنْ

الصفحة 188