كتاب البدء والتاريخ (اسم الجزء: 6)

وأخذهما بالبيعة ليزيد فقالا حتى نصبح وانصرفا من عنده وخرجا من تحت الليل إلى مكة وأبيا أن يبايعا وبلغ أهل الكوفة تلكؤ الحسين في بيعة يزيد فكتبوا إلى الحسين في القدوم عليهم وبعثوا بحمل بعير وكتبوا البيعة فأرسل الحسين مسلم بن عقيل بن أبي طالب ليأخذ البيعة من أهلها فجاء حتى نزل على هانئ بن عروة واجتمع إليه خلق كثير من الشيعة يبايعون الحسين وخرج [F؟ 201 V؟] الحسين بأهله وولده وبلغ الخبر عبيد الله بن زياد عليه اللعنة وهو بالبصرة فهم إلى الكوفة فسار إليه الشيعة وقاتلوه حتى دخل قصره وأغلق بابه فلما كان عند المساء وتفرق الناس عن المسلم بن عقيل بعث عبيد الله بن زياد خيلاً في خفية فقبضوا على مسلم وعلى هانئ ورفعوا مسلما بين شرف القصر وقتل ادنا من العضادة ثم ضربوا عنقه وفيه يقول [طويل]
فإن كنت لا تدرين ما الموت فانظري ... إلى هانئ في السوق وابن عقيل
ترى رجلاً قد جدع السيف أنفه ... وآخر يهوي من طمارٍ قتيل
ترى جسداً قد غير الشمس [1] لونه ... ونضح دم قد سال كل مسيل
__________
[1] . الموت rectionmarginale:

الصفحة 9