كتاب كيفية دعوة الملحدين إلى الله تعالى في ضوء الكتاب والسنة

على معرفة اللَّه والإقرار به، فلا تجد أحداً إلا وهو يقرّ بأن له صانعاً وإن سماه بغير اسمه، أو عبد معه غيره (¬1).
والمقصود بفطرة اللَّه التي فطر الناس عليها: فطرة الإسلام (¬2)، والسلامة من الاعتقادات الباطلة، والقبول للعقائد الصحيحة؛ فإن حقيقة الإسلام هو الاستسلام للَّه وحده.
وقد ضرب رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - مثل ذلك فقال: ((كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء؟)).
فأوضح أن سلامة القلب من النقص كسلامة البدن، وأن العيب حادث طارئ (¬3)، قال - صلى الله عليه وسلم -: ((إني خلقتُ عبادي كلهم حُنفاء، وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم، وحرمت عليهم ما أحللت لهم، وأمرتهم أن يُشركوا بي ما لم أنزل به سلطاناً ... )) (¬4).
وقد مثل شيخ الإسلام ابن تيمية الفطرة مع الحق بمثل يوضح ذلك، فقال: ((ومثل الفطرة مع الحق مثل ضوء العين مع الشمس، وكل ذل عين لو ترك بغير حجاب لرأى الشمس، والاعتقادات الباطلة
¬_________
(¬1) انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير، 3/ 457، وفتح الباري، 3/ 248 - 250.
(¬2) وقد جزم بذلك البخاري فقال: والفطرة الإسلام. انظر: البخاري مع الفتح، كتاب التفسير، باب لا تبديل لخلق الله، 8/ 512.
(¬3) انظر: فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية، 4/ 245، وفتح الباري، 4/ 245.
(¬4) مسلم، كتاب الجنة، باب الصفات التي يعرف بها في الدنيا أهل الجنة وأهل النار، 4/ 2197، (رقم 2865).

الصفحة 10