كتاب كيفية دعوة الملحدين إلى الله تعالى في ضوء الكتاب والسنة

فبيَّن - صلى الله عليه وسلم - لمعاذ عقيدة القوم الذين سوف يقدم عليهم حتى يعرف حالهم، ويستعد لهم، ويقدم لهم ما يناسبهم، وما يصلح أحوالهم.
وقال - صلى الله عليه وسلم - لعائشة ’: ((يا عائشة، لولا قومك حديثٌ عهدهم بكفر لنقضت الكعبة وجعلت لها بابين: باب يدخل الناس، وباب يخرجون)) (¬1).
فترك - صلى الله عليه وسلم - هذه المصلحة؛ لأمن الوقوع في المفاسد (¬2).
فدراسة البيئة والمكان الذي تبلغ فيه الدعوة أمر مهمٌّ جداً، فإن الداعية يحتاج في دعوته إلى معرفة أحوال المدعوين: الاعتقادية، والنفسية، والاجتماعية، والاقتصادية، ومعرفة مراكز الضلال ومواطن الانحراف معرفة جيدة، ويحتاج إلى معرفة لغتهم، ولهجتهم، وعاداتهم، والإحاطة بمشكلاتهم ونزعاتهم الخلقية، وثقافتهم، ومستواهم الجدلي، والشبه التي انتشرت في مجتمعهم، ومذاهبهم (¬3).
¬_________
(¬1) البخاري مع الفتح، كتاب العلم، باب من ترك بعض الاختيار مخافة أن يقصر فهم بعض الناس عنه فيقعوا في أشد منه، 1/ 224، (126)، ومسلم، كتاب الحج، باب نقض الكعبة وبنائها، (رقم 1333)، (401، 402).
(¬2) قال ابن حجر ‘: >يستفاد منه ترك المصلحة؛ لأمن الوقوع في المفسدة، وترك إنكار المنكر خشية الوقوع في أنكر منه<. انظر: فتح الباري 1/ 225.
(¬3) انظر: شرح الإمام النووي على مسلم،1/ 76، 197،وفتح الباري،1/ 225،وكيف يدعو الداعية لعبد الله ناصح العلوان، ص 7، 37، 47، 155،وزاد الداعية إلى الله للشيخ محمد بن صالح العثيمين، ص7.

الصفحة 5