كتاب كيفية دعوة عصاة المسلمين إلى الله تعالى في ضوء الكتاب والسنة

يبين لهم أن سنة اللَّه لا تتخلف في نصرة عباده المؤمنين ورحمته بهم حين يتجهون إليه - سبحانه - بإظهار كمال العبودية له، والافتقار إليه، وهم في حالة من الكرب أو الضيق أو الحاجة، فتدركهم رحمته سبحانه: {إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ} (¬1)، {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ} (¬2).
وفي ذكر الداعية إلى اللَّه سنة اللَّه فيمن مضى من عباده المؤمنين إطماع لعباد اللَّه في الحصول على أمثالها للمؤمنين إذا اتجهوا إلى اللَّه - تعالى - بقلوب صادقة، وترغيب للمعرضين في انقيادهم لأمر اللَّه - تعالى - حتى يكونوا من المحسنين، فتصيبهم رحمة اللَّه - تعالى - (¬3)، وهذا النوع له أمثلة كثيرة جداً، منها ما يلي:

1 - إجابة اللَّه لدعوة آدم وحواء بعد أن وقَعَا في المعصية، ثم تابا إلى اللَّه: {قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (¬4)، {فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ ... } (¬5).
¬_________
(¬1) سورة الأعراف، الآية: 56.
(¬2) سورة النمل، الآية: 62.
(¬3) انظر: معالم الدعوة للديلمي، 1/ 500.
(¬4) سورة الأعراف، الآية: 23.
(¬5) سورة البقرة، الآية: 37.

الصفحة 17