كتاب كيفية دعوة عصاة المسلمين إلى الله تعالى في ضوء الكتاب والسنة

النوع الثاني: الترهيب بالإنذار من حلول العذاب العاجل:
هذا النوع يُوجهه الداعية إلى المعرضين عن طاعة اللَّه إذا ظلوا على إصرارهم وعنادهم واستكبارهم عن قبول الحق بعد وضوحه، ولزوم الحجة، ومن ذلك قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُم مَّنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِهِ ... } إلى قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ} (¬1)، وقال سبحانه: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (¬2)، {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ} (¬3).
وغير ذلك كثير في كتاب اللَّه – تعالى – وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - (¬4).

النوع الثالث: الترهيب بذكر مصير الأمم التي كذبت رسلها:
وهذا النوع له أعظم الأثر والوقع في النفوس؛ لأنه من أعظم
¬_________
(¬1) سورة الأنعام، الآيتان: 46، 47.
(¬2) سورة النور، الآية: 63.
(¬3) سورة الأنعام، الآية: 65.
(¬4) انظر: سورة الأنفال، الآيتان: 24، 25، وفصلت الآية: 13، والسجدة، الآية: 22، والبخاري مع الفتح، كتاب التفسير، سورة هود، باب: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ}، 8/ 354 (رقم 4686)، ومسلم، البر والصلة، باب تحريم الظلم 4/ 1997 (رقم (2581 - 2583)، والبخاري مع الفتح 8/ 295، 301، 9/ 319، 13/ 383، ومسلم 4/ 2114.

الصفحة 27