كتاب الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري (اسم الجزء: 3)

الْحَكَمُ عَنْ ذَرٍّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى عَنْ أَبِيهِ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَالَ إِنِّى أَجْنَبْتُ فَلَمْ أُصِبِ الْمَاءَ. فَقَالَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَمَا تَذْكُرُ أَنَّا كُنَّا فِى سَفَرٍ أَنَا وَأَنْتَ فَأَمَّا أَنْتَ فَلَمْ تُصَلِّ، وَأَمَّا أَنَا فَتَمَعَّكْتُ فَصَلَّيْتُ، فَذَكَرْتُ لِلنَّبِىِّ صَلَّى الله عليه وسلّم فَقَالَ النَّبِىُّ صَلَّى الله عليه
ـــــــــــــــــــــــــــــ
يعلق بيده من الجدار تراب إذ لا تراب على الجدار أقول ليس فيه رد على الشافعي رضي الله عنه إذ ليس معلوماً أنه لم يعلق به تراب وما ذاك إلا بحكم نادر إذ الجدار قد يكون عليه التراب وقد لا يكون بل الغالب وجود الغبار على الجدار مع أنه ثبت أنه صَلَّى الله عليه وسلّم جث الجدار بالعصا ثم تيمم فيجب حمل المطلق على المقيد. (باب هل ينفخ فيهما) وفي بعضها هل ينفخ في يديه بعدما يضرب بهما الصعيد للتيمم. قوله (الحكم) بالمهملة وبالكاف المفتوحتين (ابن عتيبة) بضم العين وفتح الفوقانية وسكون التحتانية وبالموحدة مر في باب السمر بالعلم. قوله (ذر) بفتح الذال المعجمة وتشديد الراء ابن عبد الله الهمداني بسكون الميم و (سعيد بن عبد الرحمن) ابن أبزي بفتح الهمزة وسكون الموحدة وبالزاي المفتوحة وبالقصر وعبد الرحمن صحابي خزاعي كوفي استعمله علي رضي الله عنه على خراسان وفي صحيح مسلم أن نافع بن عبد الحارث لقي عمر بعسفان وكان عمر يستعمله بمكة فقال له من استعملت على أهل الوادي. قال ابن أبزي. قال ومن ابن أبزي قال مولى من موالينا قال فاستخلفت عليهم مولى قال أنه قارئ لكتاب الله تعالى وقال نبيكم. "إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين" روي له عن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلّم اثنا عشر حديثاً. قوله (أجنبت) بفتح الهمزة أي صرت جنباً وفي بعضها جنبت بضم الجيم وكسر النون و (فلم أصب) أي فلم أجد قوله (عمار) بفتح المهملة وشدة الميم (ابن ياسر) بكسر السين المهملة من قدماء الصحابة مر في باب السلام من الإسلام. قوله (أما تذكر) الهمزة للاستفهام وما للنفي و (أنا وأنت) تفسير لضمير الجمع في كنا و (تمعكت) أي تمرغت أي تقلبت في التراب قاس عمار استعمال التراب على استعمال الماء في الجنابة. فإن قلت كيف جاز لعمر رضي الله عنه ترك الصلاة. قلت معناه أنه لم يصل بالتيمم لأنه كان يتوقع الوصول إلى الماء قبل خروج الوقت أو أنه جعل آية التيمم مختصة بالحدث الأصغر وأدى اجتهاده

الصفحة 218