كتاب الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري (اسم الجزء: 13)
مِنْ أُمَّتِي فَأَتَيْنَا السَّمَاءَ السَّابِعَةَ قِيلَ مَنْ هَذَا قِيلَ جِبْرِيلُ قِيلَ مَنْ مَعَكَ قِيلَ مُحَمَّدٌ قِيلَ وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ مَرْحَبًا بِهِ وَلَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ فَأَتَيْتُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ مَرْحَبًا بِكَ مِنْ ابْنٍ وَنَبِيٍّ فَرُفِعَ لِي الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ فَسَأَلْتُ جِبْرِيلَ فَقَالَ هَذَا الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ يُصَلِّي فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ إِذَا خَرَجُوا لَمْ يَعُودُوا إِلَيْهِ آخِرَ مَا عَلَيْهِمْ وَرُفِعَتْ لِي سِدْرَةُ الْمُنْتَهَى فَإِذَا نَبِقُهَا كَأَنَّهُ قِلَالُ هَجَرَ وَوَرَقُهَا كَأَنَّهُ آذَانُ الْفُيُولِ فِي أَصْلِهَا أَرْبَعَةُ أَنْهَارٍ نَهْرَانِ بَاطِنَانِ وَنَهْرَانِ ظَاهِرَانِ فَسَأَلْتُ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قوله (هذا الغلام) الخطابي يشكل من هذا الحديث بكاء موسى ولفظ هذا الغلام إذ لا يجوز أن يكون البكاء بمعنى المحاسدة والمنافسة فيما أغطيه من الكرامة بل إنما كان لبخس حظ أمته أو نقصان عددهم عن عدد أمة محمد صلى الله عليه وسلم وذلك من جهة الشفقة على أمته وتمنى الخير لهم والبكاء يكون على ضروب مرة من الحزن والألم ومرة من الاستنكار والتعجب وأخرى من سرور أو طرب، وأما قوله الغلام فليس على معنى الإزراء والاستصغار لشأنه إنما هو لتعظيم منة الله عليه مما أناله من النعمة وأتحفه من الكرامة من غير طول عمر أفناه مجتهدا في طاعته وقد سمي العرب الرجل المستجمع السن غلاما مادام فيه بقية من القوة وذلك في لغتهم مشهور، قوله (السماء السابعة) فإن قلت مر في الصلاة أن إبراهيم في السادسة، قلت لعله وجده في السادسة ثم ارتقى هو أيضا إلى السابعة، قوله (رفع) أي كشف لي وقرب مني والرفع التقريب والعرض و (البيت المعمور) بيت في السماء حيال الكعبة اسمه الضراح بضم المعجمة وخفة الراء وبالمهملة و (عمرانه) أي كثرة غاشيته من الملائكة، قوله (لم يعودوا) وفي بعضها لم يعيدوا وأما الآخر فقال صاحب المطالع روينا بالرفع والنصب فالنصب على الظرف والرفع على تقدير ذلك آخر ما عليهم من دخوله قال والرفع أوجه، قوله (سدرة المنتهي) في بعضها السدرة بالألف واللام سميت بها لأن علم الملائكة ينتهي إليها ولم يجاوزها أحد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم و (النبق) بكسر الموحدة وسكونها حمل السدر و (القلال) جمع القلة وهي جرة عظيمة تسع
الصفحة 166
240