كتاب الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري (اسم الجزء: 13)

رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّاسِ فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ثُمَّ ذَكَرَ الدَّجَّالَ فَقَالَ إِنِّي لَأُنْذِرُكُمُوهُ وَمَا مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَنْذَرَهُ قَوْمَهُ لَقَدْ أَنْذَرَ نُوحٌ قَوْمَهُ وَلَكِنِّي أَقُولُ لَكُمْ فِيهِ قَوْلًا لَمْ يَقُلْهُ نَبِيٌّ لِقَوْمِهِ تَعْلَمُونَ أَنَّهُ أَعْوَرُ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِأَعْوَرَ
3123 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا شَيْبَانُ عَنْ يَحْيَى عَنْ أَبِي سَلَمَةَ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلَا أُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا عَنْ الدَّجَّالِ مَا حَدَّثَ بِهِ نَبِيٌّ قَوْمَهُ إِنَّهُ أَعْوَرُ وَإِنَّهُ يَجِيءُ مَعَهُ بِمِثَالِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ فَالَّتِي يَقُولُ إِنَّهَا الْجَنَّةُ هِيَ النَّارُ وَإِنِّي أُنْذِرُكُمْ كَمَا أَنْذَرَ بِهِ نُوحٌ قَوْمَهُ
3124 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجِيءُ نُوحٌ وَأُمَّتُهُ فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى هَلْ بَلَّغْتَ فَيَقُولُ نَعَمْ أَيْ رَبِّ فَيَقُولُ لِأُمَّتِهِ هَلْ بَلَّغَكُمْ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
عنه ولفظ (التنور) ما توافق فيه اللغات كلها وقال (واستوت على الجودي) وهو جبل بالجزيرة وهو ما بين دجلة والفرات وقال تعالى «مثل دأب قوم نوح» والدأب الحال والعادة، قوله (لقد أنذر نوح قومه) فإن قلت ما وجه التخصيص وقد عمم أولا حيث قال ما من نبي إلا أنذر به قومه قلت إما لأنه هو أول من أنذر وهدد قومه بخلاف من سبق عليه فإنهم كانوا في الإرشاد مثل تربية الآباء للأولاد وإما لأنه أول الرسل المشرعين «شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا» أو لأنه أبو البشر الثاني وذريته هم الباقون في الدنيا لا غيرهم، قوله (تمثال) أي صورة وفي بعضها بمثال بحرف الجر ولفظ مثال وكما أنذر وجه الشبه فيه الإنذار المقيد بمجيء التمثال في صحبته وإلا فالإنذار لا يختص به، قوله (عبد الواحد

الصفحة 232