كتاب الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري (اسم الجزء: 18)

سورة إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ
{انْكَدَرَتْ} انْتَثَرَتْ وَقَالَ الْحَسَنُ {سُجِّرَتْ} ذَهَبَ مَاؤُهَا فَلَا يَبْقَى قَطْرَةٌ وَقَالَ مُجَاهِدٌ الْمَسْجُورُ الْمَمْلُوءُ وَقَالَ غَيْرُهُ سُجِرَتْ أَفْضَى بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ فَصَارَتْ بَحْرًا وَاحِدًا وَالْخُنَّسُ تَخْنِسُ فِي مُجْرَاهَا تَرْجِعُ وَتَكْنِسُ تَسْتَتِرُ كَمَا تَكْنِسُ الظِّبَاءُ {تَنَفَّسَ} ارْتَفَعَ النَّهَارُ وَالظَّنِينُ الْمُتَّهَمُ وَالضَّنِينُ يَضَنُّ بِهِ وَقَالَ عُمَرُ {النُّفُوسُ زُوِّجَتْ} يُزَوَّجُ نَظِيرَهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ثُمَّ قَرَأَ {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ} {عَسْعَسَ} أَدْبَرَ
ـــــــــــــــــــــــــــــ

ككاتب وكتبة وقيل للكتاب السفر لأنه يسفر عن الشيء أي يوضحه ومثل الذي يقرأ على الوجه الذي ذكره من سهولة القرآن وتعذرها كأنه قال صفته وهو حافظ له كأنه مع السفرة الكرام في قراءته أو فيما يستحقه من الثواب وصفته و (هو عليه شديد) أي يستحق أجرين (سورة إذا الشمس كورت) بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى (وإذا البحار سجرت) أي أذهب ماؤها أو ملئت ماء فهو من الأضداد وقيل معناه جعلت بحراً واحداً وقال (فلا أقسم بالخنس الجوار الكنس) و (الخانس) هو الذي يخنس في مجراه أي يرجع و (الكانس) هو الذي يكنس أي يستتر كما يكنس الظبي في كناسه والمراد بهما الكواكب السبعة السيارة وقال تعالى (والصبح إذا تنفس) أي ارتفع النهار وقال (وما هو على الغيب بظنين) أي متهم فهو فعيل بمعنى مفعول وقرئ بالضاد أيضاً و (يضن به) بالفتح والكسر أي يبخل به وفسره به ليعلم أنه فعيل بمعنى الفاعل و (عمر) هو أمير المؤمنين وقال تعالى (والليل إذا عسعس) أي أدبر وقد استعمل أيضاً بمعنى أقبل وهو مشترك بين الضدين

الصفحة 182