كتاب الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري (اسم الجزء: 21)

أَوْ لِأَخِيكَ أَوْ لِلذِّئْبِ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَضَالَّةُ الْإِبِلِ قَالَ فَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ أَوْ احْمَرَّ وَجْهُهُ ثُمَّ قَالَ مَا لَكَ وَلَهَا مَعَهَا حِذَاؤُهَا وَسِقَاؤُهَا حَتَّى يَلْقَاهَا رَبُّهَا. وَقَالَ الْمَكِّيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ ح وحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنِي سَالِمٌ أَبُو النَّضْرِ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ احْتَجَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُجَيْرَةً مُخَصَّفَةً
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وتصرف فيها. {فضالة الغنم} إضافة الصفة إلى الموصوف أي ما حكمها و {الوجنة} ما ارتفع من الخد و {مالك ولها} أي لم تأخذها فإنها مستقلة بعيشتها ولها أسبابها و {حذاؤها} بكسر المهملة وبالمد ما وطئ عليه البعير من خفة و {السقاء} بالكسر والمد ظرف اللبن والماء كالقربة مر الحديث في كتاب العلم. قوله {المكي} منسوب إلى مكة المشرفة ابن إبراهيم و {عبد الله بن سعيد بن أبي هند الفزاري} بالفاء وتخفيف الزاي وبالراء البصري. وقله {وحدثني} تحويل إلى إسناد آخر وفي بعضها وجد كلمة ح إشارة إلى التحويل أو إلى الحديث أو إلى صح أو إلى الحائل و {محمد ابن زياد} بكسر الزاي وخفة التحتانية ابن عبيد الله الزيادي و {أبو النضر} بفتح النون وإسكان المعجمة و {بسر} أخو الرطب ابن سعيد مولى ابن الحضرمي بفتح المهملة وتسكين المعجمة وبالراء المدني و {احتجر} أي اتخذ شبه الحجرة و {حجيرة} مصغرا و {الخصفة} بالمعجمة ثم المهملة المفتوحتين ما يجعل منه جلال التمر من السعف ونحوه. قال النووي: الخصفة والحصير بمعنى واحد وشك الراوي فيه و {احتجر حجرة} أي حوط موضعا من المسجد بحصير يستره ليصلي فيه لا يمر عليه أحد ويتوفر عليه فراغ القلب وفيه جواز الجماعة في النافلة وترك بعض المصالح لخوف مفسدة أعظم من ذلك وبيان ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من الشفقة على الأمة. قال ابن بطال: حجيرة مختصة يعني ثوبا أو حصيرا قطع به مكانا من المسجد واستتر به وأراه يقال خصفت على نفسي ثوبا أي جمعت بين

الصفحة 231