كتاب الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري (اسم الجزء: 23)

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ لَا يَرْفَعَ شَيْئًا مِنْ الدُّنْيَا إِلَّا وَضَعَهُ
6116 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ كَرَامَةَ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ حَدَّثَنِي شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ قَالَ مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي
ـــــــــــــــــــــــــــــ
تكن مشقوقة لكنه صار لقبالها و (لا تسبق) بلفظ مجهول و (القعود) بفتح القاف وهو البكر من الإبل حين يمكن ظهره من الركوب وأدنى ذلك سنتان مر في الجهاد في باب ناقة النبي صلى الله عليه وسلم. قوله (محمد بن كرامة) بفتح الكاف وتخفيف الراء العجلي بكسر المهملة الكوفي مات ببغداد سنة ست وخمسين ومائتين و (خالد بن مخلد) بفتح الميم واللام و (شريك) ضد الفريد ابن عبد الله بن أبي نمر بلفظ الحيوان المشهور و (عطاء) أي ابن يسار ضد اليمين. قوله (لي) هو في الأصل صفة لقوله وليا لكنه لما تقدم صار حالا و (آذنته) أي أعملته بالحرب و (المراد لازمه) أي أعمل به ما يعمله العدو المحارب من الإيذاء ونحوه و (أحب) برفع الباء ونصبه و (يبطش) بالكسر والضم. فإن قلت المحبة المترتبة على النوافل المستعقبة بسائر الكمالات المذكورة بعدها تشعر بأنها أفضل وأقبل من الفرائض قلت حاشا بل ما تقرب عبد إلى الله تعالى بأحب من الفرائض كما صرح به أولا فالمراد من النوافل ما كانت حاوية للفرائض مشتملة عليها مكملة لها وحاصله أن تلك الكمالات ببركتهما جميعا أصلا وتابعا، فإن قلت كيف يكون الله يسمعه، قلت الخطابي: هذه أمثال والمعنى والله أعلم توفيقه في الأعمال التي باشرها بهذه الأعضاء وتيسر المحبة له فيها بأن يحفظ جوارحه عليه ويعصمه من مواقعة ما يكره الله تعالى من إصغاء إلى اللهو مثلا ومن نظر إلى ما نهى عنه ومن بطش

الصفحة 22