كتاب كشاف القناع عن متن الإقناع - ط وزارة العدل (اسم الجزء: 1)

العدد حقير فيها، وأما أسماء النَّبيِّ - صَلَّى الله عليه وسلم - فلم أحصها إلَّا من جهة الورود الظاهر بصيغة الأسماء البينة، فوعيت منها أربعة وستين اسمًا، ثم ذكرها مفصلة مشروحة فاستوعب وأجاد.
(عبده) قال أبو عليّ الدقاق: ليس شيء أشرف ولا اسم أتم للمؤمن من الوصف بالعبودية. قال في "المُطلع" (¬١): ولهذا وصف الله تعالى نبيه - صلى الله عليه وسلم -. بالعبودية في أشرف مقاماته حين دعا الخلق إلى توحيده وعبادته، قال تعالى: {وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ} (¬٢) وحين أنزل عليه القرآن، قال تعالى: {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا} (¬٣)، {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ} (¬٤)، وحين أسرى به إليه، قال تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى} (¬٥) قال بعضهم: (¬٦)
لا تدْعُني إلَّا بِيَا عَبدَها ... فإنه أشرفُ أسمائي
وله أحد عشر جمعًا أشار إليها ابن مالك في هذين البيتين:
عِبادٌ عبيدٌ جمع عَبدٍ وأعبدٌ ... أعابدُ معبودا (¬٧) معبدةٌ عُبُد
---------------
(¬١) لعله: قاله. وانظر: المطلع ص ٨٠.
(¬٢) سورة الجن، الآية: ١٩.
(¬٣) سورة البقرة، الآية: ٢٣.
(¬٤) سورة الكهف، الآية: ١.
(¬٥) سورة الإسراء، الآية: ١.
(¬٦) ذكر هذا البيت جماعة من العلماء منهم: أبو القاسم القشيري في الرسالة (٢/ ٤٣١)، والقرطبي في تفسيره (١/ ٢٣٢) و (١٠/ ٢٠٥)، وابن كثير في التفسير (١/ ٢٦)، والصالحي في سبل الهدى والرشاد (٣/ ٢٢). ولم ينسبوه لقائل معين.
(¬٧) في المطلع ص / ٨٠ وتاج العروس (٨/ ٣٢٩) "معبوداء" وهو الصواب، وبه يستقيم الوزن.

الصفحة 16