كتاب كشاف القناع عن متن الإقناع - ط وزارة العدل (اسم الجزء: 1)

أي: واجمع بين شفريها. ومنه الكتيبة، وهي الجيش. والكتابة بالقلم لاجتماع الكلمات والحروف. وأما الكثيبة بالمثلثة: فالرمل المجتمع.
واعترض القول بأن الكتاب مشتق من الكتب بأن المصدر لا يشتق من مثله.
وجوابه: أن المصدر في نحو ذلك أطلق وأريد به اسم المفعول كما تقدم، فكأنه قيل: المكتوب للطهارة أو المكتوب للصلاة ونحوها.
أو أن المراد به الاشتقاق الأكبر، وهو اشتقاق الشيء مما يناسبه مطلقًا، كالبيع مشتق من الباع أي: مأخوذ منه.
أو أن المصدر المزيد مشتق من المصدر المجرد كما نص عليه بعضهم.
وكتاب الطهارة: خبر مبتدأ محذوف، أي: هذا كتاب الطهارة، أو مبتدأ خبره محذوف (¬١). أو مفعول لفعل محذوف، وكذا تقدر في نظائره الآتية.
(وهي) أي: الطهارة لغة النظافة والنزاهة عن الأقذار حسية كانت أو معنوية (¬٢)، ومنه ما في الصحيح عن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا دخل على مريض قال: لا بأسَ طَهُورٌ إن شاء الله" (¬٣)، أي: مطهر من الذنوب، والطهارة مصدر طهر يطهر بضم الهاء فيهما، وهو فعل لازم لا يتعدى إلَّا بالتضعيف. فيقال: طهرت الثوب، ومصدر طهر بفتح الهاء الطهر، كحكم حكما.
وشرعا (ارتفاع الحدث) أكبر كان أو أصغر، أي: زوال الوصف المانع من الصلاة ونحوها باستعمال الماء في جميع البدن، أو في الأعضاء الأربعة على
---------------
(¬١) تقديره مما يذكر كتاب الطهارة (ش).
(¬٢) كالحسد والحقد (ش).
(¬٣) رواه البخاري في المرضى، باب ١٠، حديث ٥٦٥٦، وباب ١٤، حديث ٥٦٦٢، وفي التوحيد، باب ٣١، حديث ٧٤٧٠.

الصفحة 32