كتاب كشاف القناع عن متن الإقناع - ط وزارة العدل (اسم الجزء: 2)

باب الأذان والإقامة وما يتعلق بهما من الأحكام
(وهو) أي: الأذان، لغة: الإعلام. قال تعالى: {وأذان من اللهِ ورسوله} (¬١) أي: إعلام. وقال: {وأذن في الناس بالحج} (¬٢) أي: أعلمهم.
وقال الشاعر (¬٣): آذنتنا ببيتها أسماء، أقوله: أعلمنا، يقال: أذن بالشيء تأذينًا وأذانًا وأذينا، على وزن رغيف، إذا أعلم به. فهو اسم مصدر، وأصله من الأذن، وهو الاستماع؛ لأنه يلقي في آذان الناس ما يعلمهم به.
وشرعًا: (الإعلام بدخول وقت الصلاة، أو) الاعلام بـ (ـقربه لفجر) في الجملة، لأنه يصح الأذان لها بعد نصف الليل، كما يأتي.
(وهي) أي: الإقامة في الأصل مصدر أقام، وحقيقته: إقامة القاعد، أو المضطجع، فكأن المؤذن إذا أتى بألفاظ الإقامة أقام القاعدين، وأزالهم عن قعودهم.
وشرعًا: (الإعلام بالقيام إليها) أي: إلى الصلاة (بذكر مخصوص فيهما) أي: في الأذان، والإقامة.
وهما مشروعان بالكتاب والسنة، أما الكتاب، فقوله تعالى: {وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا} (¬٤) {إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} (¬٥).
---------------
(¬١) سورة التوبة، الآية: ٣.
(¬٢) سورة الحج، الآية: ٢٧.
(¬٣) هو الحارث بن حلزة. وهذا صدر بيت وتمامه: رب ثاوٍ يمل منه الثواء. انظر ديوانه ص / ١٩.
(¬٤) سورة المائدة، الآية: ٥٨.
(¬٥) سورة الجمعة، الآية: ٩.

الصفحة 31