كتاب كشاف القناع عن متن الإقناع - ط وزارة العدل (اسم الجزء: 2)

وحديث أم سلمة (¬١)، وحديث سعد بن أبي وقاص (¬٢)، إذ أولها: "اللَّهم إنِّي أعوذ بك وأسألك" وذلك يخص نفسه الكريمة - صلى الله عليه وسلم -. قال الشَّيخ تقي الدين (¬٣): (والمراد) به أي بالدعاء الذي لا يكره أن يخص به نفسه: الدعاء (الذي لا يؤمن عليه كالمنفرد، و كـ) ـالدعاء (بعد التشهد) أو في السُّجود ونحوه (فأمَّا ما يؤمن عليه، كالمأمومين مع الإمام، فيعم) بالدعاء (وإلا) بأن كان يؤمن عليه ولم يعمهم، فقد (خانهم، وكدعاء القنوت) فإنَّه إذا لم يعم به كان خائناً لهم لخبر ثوبان فإن فيه: "لا يؤم رجلٌ قوماً فيخص نفسه بالدعاء دونهم، فإن فعل فقد خانهم" (¬٤).
---------------
(¬١) رواه ابن ماجه في إقامة الصَّلاة، باب ٣٢، حديث ٩٢٥، وعبد الرَّزاق (٢/ ٢٣٤)، حديث ٣١٩١، وابن أبي شيبة (١٠/ ٢٣٤)، وأحمد (٦/ ٢٩٤، ٣٠٥، ٣١٨، ٣٢٢)، وأبو يعلى (١٢/ ٣٦١) حدث ٦٩٣٠، الطبراني في الكبير (٢٣/ ٣٠٥) حديث ٦٨٥ - ٦٨٩، وفي الصغير (١/ ٢٦٠)، وابن السني ص / ١٠٠ حديث ١١٠، عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في دبر الصلاة: اللَّهم إني أسألك رزقاً طيباً، وعملاً متقبلاً، وعلماً نافعاً. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (١٠/ ١١١)، وقال: رواه الطبراني في الصغير، ورجاله ثقات. وقال البوصيري في مصباح الزجاجة (١/ ١٨٥): هذا إسناد رجاله ثقات، خلا مولى أم سلمة، فإنه لم يسم، ولم أر أحداً من صنف في المبهمات ذكره، ولا أدري ما حاله.
(¬٢) رواه البخاري في الجهاد، باب ٢٥، حديث ٢٨٢٢، وفي الدعوات، باب ٣٧، ٤١، ٤٤، ٥٦، حديث ٦٣٦٥، ٦٣٧٠، ٦٣٧٤، ٦٣٩٠، عن مصعب بن سعد، عن أبيه: أنه كان يأمر بهؤلاء الخمس، ويخبرهن عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: اللَّهم إنِّي أعوذ بك من البخل، وأعوذ بك من الجبن. . . الحديث.
(¬٣) انظر الاختيارات الفقهية ص/ ٨٦، الفتاوى الكبرى (١/ ٢١١).
(¬٤) رواه البخاري في الأدب المفرد ص/ ٣٧٥ رقم ١٠٩٣، وأبو داود في الطهارة، باب ٤٣، حديث ٩٠، والترمذي في الصَّلاة، باب ١٤٨، حديث ٣٥٧، وابن ماجه في الصَّلاة، باب ٣١، حديث ٩٢٣، وأحمد (٥/ ٢٨٠). وقال البُخاريّ: أصح ما=

الصفحة 399