كتاب كشاف القناع عن متن الإقناع - ط وزارة العدل (اسم الجزء: 3)

على أن هذه الآية في الصلاة. وعن أبي هريرة مرفوعًا: "إنما جعل الإمام ليؤتم به، فإذا كبر فكبروا، وإذا قرأ فأنصتوا" رواه الخمسة (¬١) إلا الترمذي، وصححه أحمد في رواية الأثرم، ومسلم بن الحجاج. ولولا أن القراءة لا تجب على المأموم بالكلية، لما أمَر بتركها من أجل سنة الاستماع. عن عبد الله بن شداد
---------------
(¬١) أبو داود في الصلاة، باب ٦٩، حديث ٦٠٤، والنسائي في الافتتاح، باب ٣٠، حديث ٩٢٠، ٩٢١، وابن ماجه في الإقامة، باب ١٣، حديث ٨٤٦، وأحمد (٢/ ٤٢٠). وأخرجه -أيضًا- ابن أبي شيبة (١/ ٣٧٧، ٢/ ٣٢٦، ١٤/ ١٧٥)، وابن المنذر في الأوسط (٣/ ١٥٠) حديث ١٣١٩، والطحاوي (١/ ٢١٧)، والدارقطني (١/ ٣٢٧، ٣٢٨)، والبيهقي في جزء القراءة خلف الإمام ١٣١.
قال أبو داود: وهذه الزيادة: "وإذا قرأ فأنصتوا" ليست بمحفوظة. وقال ابن أبي حاتم في العلل (١/ ١٦٤) رقم ٤٦٥: قال أبي: ليس هذه الكلمة بالمحفوظ، وهو من تخاليط ابن عجلان، وقد رواه خارجة بن معصب أيضًا، وتابع ابن عجلان، وخارجة -أيضًا- ليس بالقوي. وحكى البيهقي في جزء القراءة خلف الإمام ص/١٣٣، ١٣٤ عن الإمام البخاري وابن خزيمة، ومحمد بن يحيى الذهلي تضعفهم لهذه الزيادة. وقال في معرفة السنن والآثار (٣/ ٧٥): وقد أجمع الحفاظ على خطأ هذه اللفظة في الحديث، وأنها ليست بمحفوظة.
وقد ذهب جماعة من الأئمة إلى تصحيح هذه الزيادة، ففي صحيح مسلم (١/ ٣٠٤) أن أبا بكر ابن أخت النضر سأل الإمام مسلمًا عن حديث أبي هريرة فقال: هو عندي صحيح. فقال: لم لم تضعه هاهنا؟ قال: ليس كل شيء عندي صحيح وضعته هاهنا، إنما وضعت هاهنا ما أجمعوا عليه. وصححها الإمام أحمد كما في التمهيد لابن عبد البر (١١/ ٨٤)، والإمام الطبري في تفسيره (٩/ ١٦٦)، وابن التركماني في الجوهر النقي (٢/ ١٥٦، ١٥٧)، ورَدّ على من ضعفها، وقال: "وقد ذكر المنذري في مختصره [١/ ٣١٣] كلام أبي داود، ورَدّ عليه بنحو ما قلنا، وابن حزم صحح حديث ابن عجلان".
وله شاهد من حديث أبي موسى رضي الله عنه: أخرجه مسلم في الصلاة، حديث ٤٠٤ (٦٣).

الصفحة 165