كتاب كشاف القناع عن متن الإقناع - ط وزارة العدل (اسم الجزء: 3)

وعن ابن عباس مرفوعًا: إلا ما ظهر منها: الوجه وباطن الكف (¬١).
(وصلاتها) أي المرأة (في بيتها أفضل) للخبر المتقدم (¬٢). وظاهره: حتى من مسجد النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، لما روى أحمد، وحسنه في "الفروع"، عن أم حميد امرأة أبي حميد الساعدي، أنها جاءت إلى النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا رسول الله، إني أحب الصلاة معك. قال: قد علمت أنك تحبين الصلاة معي، وصلاتك في بيتك خير من صلاتك في حجرتك، وصلاتك في حجرتك خيرٌ من صلاتك في دارك (¬٣)، وصلاتك في مسجد قومك خير من صلاتك في مسجدي. قال: فأمرت فبني لها مسجدٌ في أقصى (¬٤) بيت من بيتها، فكانت تصلي فيه، حتى لقيت الله عزَّ وجلَّ" (¬٥).
(والجن مكلفون) في الجملة إجماعًا (¬٦)؛ لقوله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (¬٧) (يدخل كافرهم النار إجماعًا (و) يدخل (مؤمنهم الجنة) خلافاً لأبي حنيفة (¬٨) في أن يصير ترابًا. وأن ثوابه النجاة من
---------------
(¬١) انظر (٢/ ١٣٠) تعليق رقم ٢.
(¬٢) (٣/ ١٧٧ - ١٧٨) تعليق رقم ١.
(¬٣) في "مسند أحمد"، و"صحيح ابن خزيمة" زيادة: "وصلاتك في دارك خير من صلاتك في مسجد قومك".
(¬٤) لفظ أحمد، وابن خزيمة: "في أقصى شيء من بيتها وأظْلّمِه".
(¬٥) رواه أحمد (٦/ ٣٧١)، وقد تقدم تخريجه (٣/ ١٤٩)، تعليق رقم ٤، فقرة ج.
(¬٦) انظر: غرائب وعجائب الجن (آكام المرجان في أحكام الجان) للشبلي ص/ ٦٢ والملل والنحل لابن حزم (٤/ ٢٨)، وعمدة القارئ وشرح صحيح البخارى (١٥/ ١٨٤)، وفتح الباري (٦/ ٣٤٤)، ولقط المرجان في أحكام الجان للسيوطي ص/ ٧١، ٧٢.
(¬٧) سورة الذاريات، الآية: ٥٦.
(¬٨) هذا احد الأقوال المروية عن الإمام أبي حنيفة، ويروى عنه أنهم من أهل الجنة ولا ثواب لهم، وعنه قول ثالث: وهو التوقف في المسألة، وهو أكثر الروايات =

الصفحة 180