كتاب كشاف القناع عن متن الإقناع - ط وزارة العدل (اسم الجزء: 3)
كفرة أهل الكتاب الذين يصدون عن سبيلك" وهاتان سورتان في مصحف أبي، قال ابن سيرين (¬١): كتبهما أبي في مصحفه إلى قوله: "ملحق" زاد غير واحد (¬٢): "ونخلع ونترك من يكفر".
(اللَّهم اهدنا فيمن هديت) أصل الهدى: الرشاد والبيان قال تعالى: {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} (¬٣) فأمَّا قوله تعالى: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَن أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} (¬٤) فهي من الله تعالى التوفيق والإرشاد، وطلب الهداية من المؤمنين مع كونهم مهتدين، بمعنى طلب التثبيت عليها، أو بمعنى المزيد منها.
(وعافنا فيمن عافيت) من الأسقام والبلايا، والمعافاة أن يعافيك الله من النَّاس، ويعافيهم منك.
(وتولنا فيمن توليت) الولي: ضد العدو، من تليت الشئ إذا عنيت به ونظرت إليه، كما ينظر الولي في مال اليتيم؛ لأنَّه تعالى ينظر في أمر وليه بالعناية. ويجوز أن يكون من وليت الشيء، إذا لم يكن بينك وبينه واسطة، بمعنى أن الولي يقطع الوسائط بينه وبين الله تعالى، حتَّى يصير في مقام المراقبة والمشاهدة، وهو مقام الإحسان.
(وبارك لنا) البركة: الزيادة، وقيل: هي حلول الخير الإلهي في الشيء (فيما أعطيت) أي أنعمت به (وقنا شر ما قضيت، إنك سبحانك تقضي ولا يقضي عليك) سبحانه لا راد لأمره، ولا معقب لحكمه، فإنه يفعل ما يشاء،
---------------
(¬١) ذكر غير واحد أنَّه في مصحف أبي. انظر مختصر كتاب صلاة الوتر ص/ ٦٠.
(¬٢) انظر مسائل أبي داود ص/٦٨، ومختصر كتاب صلاة الوتر ص/ ١٦٠.
(¬٣) سورة الشورى، الآية: ٥٢.
(¬٤) سورة القصص، الآية: ٥٦.