كتاب كشاف القناع عن متن الإقناع - ط وزارة العدل (اسم الجزء: 3)

قال في "الشَّرح": ويقول في قنوت الوتر ما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، وهو معنى ما نقله أبو الحارث، يدعو بما شاء، واقتصر جماعة علَّى دعاء: "اللَّهم اهدنا" وظاهره: أنَّه يستحب، وإن لم يتعين، واختاره أحمد، ونقل المروذي: أنَّه يستحب بالسورتين، وأنه لا توقيت (¬١).
(ثم يصلِّي على النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -) نص عليه للخبر (¬٢).
(ولا بأس) أن يقول: (وعلي آله، ولا بأس أن يدعو في قنوته بما شاء غير ما تقدم نصًا (¬٣)، قال أبو بكر: مهما دعا به جاز) وتقدم ما فيه.
(ويرفع يديه إذا أراد السُّجود) نص عليه (¬٤)؛ لأنَّه مقصود في القيام، فهو كالقراءة.

(ويمسح وجهه بيديه) لما روى السَّائب بن يزيد عن أبيه "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا دعا رفع يديه ومسح بهما وجهه" رواه أبو داود (¬٥)، من رواية ابن لهيعة.
---------------
=والحكم (١/ ٣٠٦)، والبيهقي (٣/ ٤٢). قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من حدث علي. وقال الحاكم: صحيح الإسناد. ووافقه الذهبي. وانظر العلل لابن أبى حاتم (١/ ١٢٠) رقم ٣٢٨، وعلل الدارقطني (٤/ ١٤ - ١٥) رقم ٤١٠.
(¬١) انظر مختصر كتاب صلاة الوتر ص/ ١٦٢.
(¬٢) رواه النسائي في قيام الليل، باب ٥١، حديث ١٧٤٥، في آخر حديث الحسن بن علي- رضي الله عنهما - ولفظه: وصلى الله على النبي محمد. قال النووي في المجموع (٣/ ٤٤١)، وفى الخلاصة (١/ ٤٥٨) رقم ١٥٠٧: بإسناد صحيح، أو حسن. وضعفه الحافظ في نتائج الأفكار (٢/ ١٤٦). لكن جاء العمل بها عن بعض السلف. انظر صفة صلاة النَّبيّ - صَلَّى الله عليه وسلم - للشيخ الألباني رحمه الله ص / ١٨٠.
(¬٣) مسائل أبي داود ص/ ٧٠ - ٧١.
(¬٤) مسائل أبي داود ص/ ٦٦ - ٦٧.
(¬٥) في الصلاة، باب ٣٥٨، حديث ١٤٩٢. ورواه -أيضًا- أحمد (٤/ ٢٢١)، والبيهقي في الدعوات الكبير (١/ ١٣٩ - ١٤٠) رقم ١٨٤.=

الصفحة 38