كتاب كشاف القناع عن متن الإقناع - ط وزارة العدل (اسم الجزء: 3)
لأنه لم ينقل أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - خطب بأكثر منها، وهي بعد الصلاة. قال ابن عبد البر (¬١): وعليه جماعة الفقهاء، لقول أبي هريرة: "صلى بنا النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - ثم خطبنا" رواه أحمد (¬٢). وكالعيد.
وعنه: قبلها، روي عن عمر (¬٣)، وابن الزبير (¬٤): كالجمعة. وعنه: يُخير.
(يجلس قبلها إذا صعد المنبر جلسة الاستراحة) ليترادّ إليه نفسه، كالعبد. (ثم يفتتحها بالتكبير (¬٥) تسعًا) نسقا كخطبة العبد، لقول ابن عباس: "صنع النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - في الاستسقاء كما صنع في العيد" (¬٦). (ويكثر فيها الصلاة على النَّبي - صلى الله عليه وسلم -) لأنها معونة على الإجابة. وعن عمر قال: "الدعاء موقوف بين
---------------
(¬١) التمهيد (١٧/ ١٧٢).
(¬٢) (٢/ ٣٢٦). ورواه -أيضًا- ابن ماجه في إقامة الصلاة، باب ١٥٣، حديث ١٢٦٨، وأبو عوانة (ص / ٣٢ - ٣٣، الجزء المفرد)، وابن خزيمة (٢/ ٣٣٣، ٣٣٨) رقم ١٤٠٩، ١٤٢٢، وابن المنذر في الأوسط (٤/ ٣١٦) رقم ٢٢١٩، والطحاوي (١/ ٣٢٥)، والبيهقي في الكبرى (٣/ ٣٤٧). وقال البوصيري في مصباح الزجاجة (١/ ٢٣١): هذا إسناد صحيح.
(¬٣) علقه ابن المنذر في الأوسط (٤/ ٣١٩).
(¬٤) رواه عبد الرزاق (٣/ ٨٦) رقم ٤٨٩٩، وابن المنذر في الأوسط (٤/ ٣١٨) رقم ٢٢٢١. وروى البخاري في الاستسقاء، باب ١٥، حديث ١٠٢٢، من طريق زهير عن أبي إسحاق: "خرج عبد الله بن يزيد الأنصاري وخرج معه البراء بن عازب، وزيد ابن أرقم رضي الله عنهم، فاستقى، فقام بهم ... ". وذكر الحافظ في الفتح (٢/ ٥١٣): أن عبد الله بن يزيد كان أميرًا على الكوفة من جهة عبد الله بن الزبير، وأن قول من قال: أن ابن الزبير هو الذي فعل ذلك وَهْمٌ، وإنما الذي فعله هو عبد الله بن يزيد بأمر من ابن الزبير.
(¬٥) انظر ما تقدم (٣/ ٤٠٨) تعليق رقم ٦.
(¬٦) تقدم تخريجه (٣/ ٤٣٩) تعليق رقم ٢.