كتاب كشاف القناع عن متن الإقناع - ط وزارة العدل (اسم الجزء: 3)

السماء والأرض، لا يصعدُ منه شيء حتى تُصلي على نبيك" رواه الترمذي (¬١) (و) يكثر فيها (الاستغفار) لأنه سبب لنزول الغيث. روى سعيد: "أن عمر خرج يستسقي، فلم يزد على الاستغفار، فقالوا: ما رأيناك استسقيت، فقال: لقد طلبت الغيث بمجاديح (¬٢) السماء الذي يستنزل به المطر، ثم قرأ: {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (١٠) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا} (¬٣) (¬٤)، وعن علي نحوه (¬٥). (وقراءة الآيات التي فيها الأمر به)، أي بالاستغفار، (كقوله تعالى: {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (١٠) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا}، ونحوه)، كقوله تعالى: {وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه} (¬٦).
(ويسن رفع يديه وقت الدعاء)، لقول أنس: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يرفع يديه في شيء من دعائه، إلا في الاستسقاء، وكان يرفع حتى يرى بياض إبطيه" متفق عليه (¬٧). (وتكون ظهورهما نحو السماء)، لحديث رواه مسلم (¬٨).
---------------
(¬١) في الصلاة باب ٢١، حديث ٤٨٦. وجود إسناده ابن كثير في مسند الفاروق (١/ ١٧٦).
(¬٢) المجاديح جمع مجدح، وهو نجم يقال له الدبران؛ لأنه يطلع آخرًا، ويسمى حادي النجوم "ش". وانظر النهاية في غريب الحديث (١/ ٢٤٣).
(¬٣) سورة نوح الآيتان ١٠، ١١.
(¬٤) لم نجده في المطبوع من سنن سعيد. ومن طريقه: رواه البيهقي، (٣/ ٣٥٢). ورواه -أيضًا- عبد الرزاق (٣/ ٨٧) رقم ٤٩٠٢، وابن أبي شيبة (٢/ ٤٧٤)، والبيهقي (٣/ ٣٥١) من طريق آخر.
(¬٥) رواه عبد الرزاق (٣/ ٨٨) رقم ٤٩٠٤.
(¬٦) سورة هود، الآية ٣.
(¬٧) البخاري في الاستسقاء، باب ٢٢، حديث ١٠٣١، ومسلم في الاستسقاء، حديث ٨٦٥.
(¬٨) في الاستسقاء، حديث ٨٩٦ عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - استسقى فأشار بظهر كفيه إلى السماء.

الصفحة 448