كتاب كشاف القناع عن متن الإقناع - ط وزارة العدل (اسم الجزء: 3)
(ويتركونه) أي: الرداء محوَّلًا، (حتَّى ينزعوه مع ثيابهم)، لعدم نقل إعادته. وظاهر ما سبق: لا تحويل في كسوف، ولا حالة الأمطار والزلزلة، صرح به في "الفروع" وغيره.
(ويدعو سرًّا) لأنه أقرب إلى الإخلاص، وأبلغ في الخشوع والخضوع، وأسرع في الإجابة، قال تعالى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً} (¬١). (حال استقبال القبلة، فيقول: اللهمَّ إنك أمرتنا بدعائك، ووعدتنا إجابتك، وقد دعوناك كما أمرتنا، فاستجب لنا كما وعدتنا، إنك لا تخلف الميعاد) لأن في ذلك استنجازًا لما وعد من فضله، حيث قال: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} (¬٢). فإن دعا بغير ذلك، فلا بأس، قاله في "المبدع".
(فإذا فرغ عن الدعاء استقبلهم، ثم حثهم على الصدقة والخير، ويصلي على النبي - صلى الله عليه وسلم -، ويدعو للمؤمنين والمؤمنات، ويقرأ ما تيسر) من القرآن، (ثم يقول: أستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين، وقد تمت الخطبة) ذكره السامري.
(فإن سقوا)، فذلك من فضل الله ونعمته، (وإلا عادوا في اليوم الثاني، و) اليوم (الثالث، وألحّوا في الدعاء)، لأنه أبلغ في التضرع، وقد رُوي: "إن الله يحبُّ الملحّين في الدعاء" (¬٣)، ولأن الحاجة داعية إلى ذلك، فاستحب
---------------
= الإسناد. ووافقه الذهبي. وقال الحافظ في الفتح (٢/ ٤٩٩): رجاله ثقات ... ورجح الدارقطني إرساله. وقال في التلخيص الحبير (٢/ ١٠١): وذكره إسحاق بن راهويه في مسنده من قول وكيع، وفي المطولات للطبراني (الأحاديث الطوال رقم ٢٧) من حديث أنس بلفظ: وقلب رداءه لكي ينقلب القحط إلى الخصب.
(¬١) سورة الأعراف، الآية ٥٥.
(¬٢) سورة البقرة، الآية ١٨٦.
(¬٣) تقدم تخريجه (٢/ ٣٩٤) تعليق رقم ١.